لاأدري متى وضعتُ هذا الطابع البريدي الملكي العراقي،
في كتاب ريد فِسّر(البصرة وحلم الجمهورية الخليجية)؟!
طابع صغير من الطوابع المالية، حتى اللحظة
هذه يبتسم فيها الملك فيصل الثاني..رغم ماجرى له وللعائلة المالكة وماجرى لنا منذ تأسيس الدولة العراقية الى الآن..
الطابع عليه بقايا زرقة ختم وتوقيع بالقلم الأخضر… فأستعادت ذاكرتي علبة الادوات الهندسية: كانت توزع لنا مجانا في المتوسطة..كنت قد حولتها حافظة للطوابع التي أحصل عليها أو أشتريها..مِن محل في العشار..يبيع الكرزات والمرطبات والطوابع المالية،التي تستعمل في العرائض..في الاعدادية أصبح لدي ألبومات أنيقة خاصة بالطوابع..ومع تكاثر الكتب لدي
تراجع اهتمامي بالطوابع..ولاأتذكر الآن لمن أهديت الألبومات !!
كأن الألبومات خاتم عريض..لم تترك جرحا ابيض في أصبعي…
في أوائل تسعينيات القرن الماضي، توثقت علاقة من طراز خاص مع الطوابع، من خلال (ص.ب 118) صندوق بريدي
كنت أقصد البريد المركزي في العشار كل ثلاثاء،مبتهجا ثمة
رسائل لي من بغداد أو من خارج العراق..أبتعد عن الكل..لأقرأ الرسائل قراءة أولى..كانت نكهة الاوراق تتأرج صوبي..فأستنشقها بقوة،أمرر أصابعي على الحافات الحادة لطيات الرسائل..،وحين أصل البيت، أقرأ الرسائل ثانية وبتمهلٍ، وبصوت مسموع لعائلتي وستتكرر قراءاتي للرسائل ذاتها بين الحين والآخر ،حتى هذه اللحظة أحتفظ بالرسائل وهي محشورة بظروفهاالترابية اللون أو الحليبية، ثمة مظاريف كبيرة لطرود ثقافية مظاريف لونها شاي حليب، مظاريف زرق..مع ربيع 2003،لم يبق لي من صندوق البريد حتى المفتاح..اليوم..أجلس بملابس البيت واستلم البريد الزجاج على ايميلي ،الرسائل يكتبونها على عجل، لذا فهي رسائل مرتبكة واتساءل لماذا الارتباك ولماذا العجلة، وهم يكتبونها في بيوتهم ؟! هل .. منشغلون؟ أم منشغلون بما هو أهم من الرسائل ؟! وأتساءل..لماذا نحمّل التقانة،كل عيوبنا..ألتقط طابع من كتاب باشالار( التحليل النفسي للنار)..الطابع صَدَرَ في حكم الزعيم عبد الكريم قاسم، يمثل الذكرى الألفية للفيلسوف الكندي..ألصق الطابع فوق موضع..الارسال في..أيميلي..
ولا….
أبتسم..
*جريدة طريق الشعب/20/11/ 2013