عبد السادة البصري
على مدى أقماره
كان يحلم ،
أحلامه بسيطة وفقيرة جدا
لا تتعدى ذاكرته..
وسؤال يتردد دائما ::
ـ ترى هل نعود؟؟
لماّ تزل الأيام تراوغه ،
ويتمسك بها !!
ذات يوم حملته قدماه وهواجسه
صوب مرآته الأولى
ليبصر عالما آخر
ـ أي سحر هذا ؟!
سؤال تكرر…
وهو يبصر نخيلا˝ ، وأعنابا˝،وجداول،
وصبيات يلعبن
وصبية يمرحون !!
ـــ أي ّ سحر هذا ؟!
بيوت تلتمّ لتمسك بزمام أرومتها
وتلثم بعضها
تتعانق أحيانا
وتتنافر أخرى،تاركة فسحة
من الود..ورذاذ قبل !!
ــ ايّ سحر هذا ؟!
صدى يرنّ في أذنيه
ودهشة تخيم على عينيه
وحلم طويل طويل
حمله معه أنى ولّى الوجه
ليبصر أباه وأمه
وسط عالم من غبش ومرايا
وحكايات عالقة في الروح
تتناثر كلما همّ بها
وتبسط ملاءته على فراشٕ من أمل
في الطريق إلى مرآته الأولى
كان يغـني…
غنى لسني الفرح،
وغنى لسني الألم،
وغنى ..وغنى ..وغنى..
كان غناؤه مبحوحا
والصوت لما يجيء
قمر في الحلم
قمر في الفراش
قمر في الأرض،وبين يديه
وقمر ما انفك يبحث عنه
بين سماوات شتى
هل ينزل من عليائه ذات مساء ؟!
لينضم إلى قلادة أقماره ،
وعقد أحلامه،
الذي يمتد مســـــــــــــاحة عمر تأكله الأيام !!!