رواية واحدة تشمل السرد بأسلوب سلس ومبسط للغاية أولا والتاريخ من دون تزييف ثانيا والحرب وقسوتها ثالثا ، أنها رواية “”دهاليز للموتى “” التي كتبها الروائي العراقي الكبير الأستاذ حميد الربيعي وصدرت مؤخرا عن “”دار تموز”” في العاصمة السورية دمشق .
أن الرواية ناقشت بأسلوب سرديا مرحلة مهمة لا يمكن نسيانها أو المرور عليها مرور الكرام فهي مرحلة غيرت وجه التاريخ وعانى منها شعبنا كثيرا حتى يومنا هذا وشعوب جارة لنا وهي مرحلة دخول الجيش العراقي بقيادة رمز النظام السابق لدولة الكويت الشقيقة.
هذه التحفة الأدبية والشهادة التاريخية المسجلة باسم الأستاذ حميد الربيعي لم تأت من وحي الخيال لصاحب الرواية كما يتوقع بعض القراء ممن يقرؤون موضوعي هذا بل هي من قلب الواقع فلمن لا يعرف فالأستاذ حميد الربيعي كان مقيما في دولة الكويت حينها وشاهدا على الأحداث بأدق تفاصيلها وقد قدمها في روايته .
أن الرواية المتكونة من أكثر من مائتين وثلاثين صفحة من الحجم المتوسط هي كنز بكل ما تعنيه الكلمة ورواية أشجع الجميع من دون استثناء على الإسراع بالحصول عليها على الفور و الاستمتاع بقراءتها فعالم الرواية العراقية بل والعربية حتى تنقصها مثل هكذا رواية تحتوي على المكونات الثلاث في كل صفحة من صفحاتها .
الأستاذ حميد الربيعي نقل لنا تجربته والتي عاشها الكثير من العراقيين وأنا أقولها بصراحة أنني كنت منهم فلقد غادر العراق وأختار المنفى منذ السنوات الأولى لتسلم النظام السابق للسلطة بسبب توجهاته المعارضة للنظام السابق حينها وتنقل بعدها إلى عدة دول حتى عاد إلى وطنه.