الشاعر حمزة شباب
حمزة شباب:
أصْوَاتُ السَّاعَاتِ مِنْ حَوْلِي ،،
صَلِيلُ سُيُوفٍ يُقِيلُ الفَيْلَقَ الخَامِسَ
نَاقُوسٌ _ أصْبَحَ فِي خَطَرٍ
يَدُقُّ مَلامِحَ الغُرَفِ النّائِيَةَ
انْهِيَارٌ بُرْكَانِيٌّ أعْلَى الْقِمَمِ
يَحْظُرُ الضِّيَاءَ عَلَى أفْئِدَةِ الطُّيُورِ !
كَسُقُوطٍ إنْسَانِيٍّ جِهَةَ الْعَدَمْ . . .
و أنَا مَعَ الْعَسَسِ فِي اللّيْلِ
أحْرُسُ فَرَاشَاتِ الرّبِيعِ
عَلى كَتِفَيَّ بُنْدُقِيَّةُ الانْتِظَارِ
أتَوَرّعُ السَّاعَاتِ ،
أقْبِرُ عَقَارِبَهَا فِي مَقْبَرَةِ الأحْيَاءِ
أُغَذّيهَا مِنْ لَحْمِ الأُمَمْ . . .
زَادِي سَرَابُ اللّيْلِ فِي الْغُرْبَةِ
أسْفَلُهُ مُغْدَقٌ بِالشِّعَارَاتِ
يَلُفُّهُ صَحْن آهَاتِي
كَتَطْوِيرِالْـ ( أنَا ) مِنَ النُّشُوءِ
إلَى الارْتِفَاءِ
إلَى الْحَدَاثَةِ أخْتُ الْقِدَمْ . . .
يَتَسَاءَلُ الْخَوْفُ فِي الْحَوَاصِلِ
لِمَاذَا نَأْكُلُ ؟؟
لِمَاذَا نَخْشَعُ أمَامَ مَائِدَةٍ،
دَائِريّةٍ كَسَاعَاتِي ؟
لُقَيْمَاتُهَا عَقَارِبٌ
أُكَيْلاتُهَا الثّوَانِي
لأنّي أشْبَعُ مِنْ لَهِيبِ العَصَا
_ عَصَا جَدِّي _
كَانَتْ أزَلِيّةً
تَسْجُدُ لِجَدِّي خَلْفَ بَابِ الْحَرَمْ . . .
و الْيَوْمَ أعَدّتْ زَوْجِي طَعَامَاً
بَعْدَ أنْ شَبِعَ جَدِّي مِنَ الْحَيَاةِ
مُثْمِرَ الأشْكَالِ ،
كَاصْفِرَارِ الْخَرِيفِ
كَعُودٍ _ طَيَّبَهُ السّعِيرُ
يُطْهَى مِنْ وَرَقِ الشَّجَرِ
يَسُودُهُ الضَّبَابُ !
بِعُنُقِهِ خَلاخِلُ الْقَيْنَاتِ
مِنْ خَدّيْهِ يُنْتَزَعُ الْحِمَمْ . . .
طَعَامُنَا ،، لا يُغْرَفُ بِاليَدِ
و لا تَتَنَاوَلُهُ الثّغَرَاتُ
يَصْرُخُ أطْفَالِي :
آهٍ .. لَوْ كَانَ طَعَامُنَا
وَرْدِيَّاً كَالعَنْدَمْ !!
أوْ كَأكْلٍ فِي الْمَيْتَمِ
أزْجُرُهُمْ بِعَصَا جَدِّي
لأنَّ طَعَامَنَا . .
تَأْفُلُ عَنْهُ الدُّهُونَ ،
تُزَيّنُهُ الْمُقَوِّيَاتُ ،
[ غِذَاؤُنَا الأمَلُ ]
فَالأمَلُ لَحْنُ الْحَيَاةُ
عُهُودُهُ ذِمَمْ . . .