أقام المركز الثقافي العراقي في واشنطن ندوة حوارية حول كتاب الفوضى الخلاقة الذائع الصيت في المعارض للباحث والاديب العراقي الاستاذ بهاء الدين الخاقاني، وتاتي اهمية الكتاب نتيجة لما ورد فيه من رؤية تنبأة بالاحداث في المنطقة العربية قبل حدوثها فضلا عن استمرارية مصداقية الافكار الواردة نتيجة تفاعلات الاحداث العربية والمنطقة عموما، الى جانب البحث الرصين العلمي المتعلق بعلوم الطبيعة والفيزياء والطبيعة البشرية والثقافة السياسية للنظرية السياسية .
ان هذه الانشطة المهمة التي وضعت على اساس منهجية مخطط لها يشرف عليها الدكتور محمد حسين الطريحي رئيس المركز الثقافي العراقي في واشنطن، هي ضمن خطة المركز الثقافي العراقي للتعريف بالمبدعين العراقيين في داخل الوطن وخارجه والاطلاع على وجة نظر المطروحة في الثقافات الانسانية العالمية عن العراق، والتي تحظى بتوجيهات ورعاية المسؤولين العراقيين ومتابعة الاستاذ عقيل المندلاولي وكيل وزارة الثقافة العراقية، والتي جعلت المركز الثقافي العراقي في واشنطن في مصاف مراكز العالمية المهمة .حضر الندوة المؤسسات الفكرية العراقية والامريكية والعربية وشخصيات اجتماعية ومهتمة من الصحافة والادب والسياسة والفن ومراكز البحوث من ضمنها وزارة الخارجية الامريكية ومعهد الشرق الاوسط ومعهد السلام ومهتمين لمراكز فكرية عربية ومنها مصرية وخليجية، وجمهور عراقي وعربي وامريكي، وقدم الندوةباللغتين الانكليزية الباحث المتخصص المعروف بالوثائق العراقية المستشار الدكتور عباس كاظم .
قراءة مختصرة لاستنتاجات الكتاب والحوار والاسئلة
نستنتج من كل ما تقدم وبشكل عام وما يمكن أن نفهمه عن اسباب ارتقاء الامم لمصاف القوى العظمى بأن:المعرفة تؤثر على السلطة والسلطة توظف المعرفة لتحقيق السيطرة وضمان المصالح، والإيمان بان المعرفة هي قوة، تقود إلى الاهتمام بإقامة مراكز الأبحاث القادرة على إنتاج المعرفة، وبالتالي أصبح من الطبيعي قيام تلك المراكز لغرض الكسب والحصول على القوة، ونعتقد بان القوة تشارك في صنع السياسة.
ان صنع السياسة في الدول التي تنتتهج النهضة والرفاه البشري لمواطنيها عملية معقدة تساهم فيها عناصر وعوامل مختلفة تتداخل وتتشابك تأثيرات هذه العوامل والعناصر مع بعضها البعض،ومن ضمنها الطبيعة ونظرياتها والطبع البشري ونظريات العلوم كالفيزياء والانتروبي، لأن هذه العملية المعبرة عن(صنع السياسة)، تمر بمراحل وإجراءات معقدة وهذا هو شان صنع السياسة وخاصة في مثل دولة بحجم الولايات المتحدة، ودولة باهمية العراق في العالم والوطن العربي تاريخا وبشريا وعلميا.
مع ادراك دور وتأثير الثقافة والعلوم على صنع السياسة ودور المثقف وعلاقة المعرفة بالسلطة والسياسة بصورة عامة.
وهذا يعني أن المجهود النظري المبذول لا يُستهان به، وكانيقوم على تراكم علمي وتوثيقي وتراثي، حيث أنه يفترض وجودمساحات من التفكير البارد لا تهتم سوى في تأمين بقاء وسيطرة الأمّة، وهي تستند على علوم كالكيمياء اللاعضوية والعضوية والنفسية والدينية والفيزياء ونظرياتها والحسابات الرياضية الدقيقة فضلا عن ما توفره عمليا التراثيات الدينية كالتفويض الالهي ..
وكان قد قد قدم مقدمة كتاب الفوضى الخلاقة للاستاذ الخاقاني الدكتور دوني يوحنا جورج الباحث الاثاري العراقي الكبير والاستاذ المتنقل في الجامعات الامريكية
هذا وقد تم تكريم الاستاذ الخاقاني المحاضر بدرع المركز الثقافي العراقي بواشنطن ومع شهادة تكريمية لدوره في الثقافة العراقية عالميا . وكانت قد جرت اسئلة أغنت الندوة بأجوبتها وحواراته الفكرية ما بين المحاضر الخاقاني والمختصين الحضور فضلا عن الجمهور والمثقفين مما اعت للندوة الحوارية بعدا علميا في تلاقح ثقافات الامم ورفعت العراق وعلاقاته الدولية والتنمية البشرية في تجربة العراق المعاصر .
كما اغتنمت الندوة فرصة حضور الاديب العراقي المبدع محمد البغدادي لتكريمه بدرع المركز الثقافي العراقي بواشنطن .