محسن عبد المعطي محمد عبد ربه :
كَانَ يَوْماً مَشْهُوداً وَلَيْلَةً حَالِكَةْ .
فِي هَذَا الْيَوْمِ كَانَ ذَاهِباً وَأَخُوهُ هَانِي إِلَى حَفْلِ عَقْدِ قَرَانِ ابْنَةِ خَالِهِمْ {هِنْدْ}اَلْمُعِيدَةِ بِكُلِّيَّةِ التِّجَارَةْ.
وَفِي الطَّرِيقِ إِلَى الْمَدِينَةْ صَعَدَ إِلَى الْمِيكْرُوبَاصْ اَلدُّكْتُورْ/بَشِيرْ
وَبَعدَ مُحَادَثَةٍ مَعَهُمْ قَالَ لَهْ:إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ تَسْتَعْمِلُ زَيْتَ الزَّيْتُونْ لَمَا كَانَ لَكَ كِرْشْ
فَزَيْتُ الزَّيْتُونِ يُذِيبُ دُهُونَ أَصْحَابِ الْكَبِدِ الدُّهْنِي .
عِنْدَمَا عَادَ إِلَى الْمَنْزِلْ شَرِبَ نِصْفَ كُوبٍ مِنْ زَيْتِ الزَّيْتُونْ .
وَكَانَ حَامِياً جَعَلَهُ لَا يُحِسُّ بِنَفْسِهْ فَشَرِقَ وَتَصَبَّبَ جَسَدُهُ مَاءً وَأَخَذَ يَضْرِبُ الْأَرْضَ بِأَقْدَامِهْ لَا يَدْرِي مَاذَا يَفْعَلْ؟!!! وَنَطَقَ لِسَانُهُ بِالشَّهَادَتَيْنْ وَأَهْلُهُ لَا يُحِسُّونَ بِهْ .
خَرَجَ مِنَ الْبَيْتِ وَهُوَ شَرْقَانْ .
يَكحُّ وَيُخْرِجُ اللُّعَابَ مِنْ فَمِهْ لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ مِنْ حِدَّةِ زَيْتِ الزَّيْتُونِ دُونَ جَدْوَى .
وَهَدَاهُ اللَّهُ بِالذِّهَابِ إِلَى مَسْجِدِ الْأَرْبَعِينْ .
وهُنَاكَ تَرَأَّفَ النَّاسُ بِحَالَتِهْ .
وَوَقَفَ عَلَى صُنْبُورِ الْمِيَاهْ .
يُحَاوِلُ أَنْ يَتَقَيَّأَ دُونَ جَدْوَى .
وَهَبَطَتْ إِلَى دِمَاغِهِ فِكْرَةٌ نَاجِحَةْ .
فَدَخَلَ الْحَمَّامْ وَأَخَذَ دُشًّا مِنَ الْمَاءِ الْبَارِدِ لِفَتْرَةٍ طَوِيلَةْ .
بَعْدَهَا صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةْ وَتَأَكَّدَ مِنَ اسْتِقْرَارِ حَالَتِهْ فَحَمِدَ اللَّهْ .
***