سناء محيمدي :
معي أشيائي ..دفاتري .. أقلامي .. وبعض ذكرياتي
غريبة أنا في مدينة
لي رب أناشده و أبكيه .. يزيل دمع غربتي الحزينة
ثلج أبيض يتساقط قطن ناعم على بلور نافذتي
أصبحت مشاعري فاترة ..بهذه المدينة الغريبة
غريبة عني بمشاعرها ..بأشجارها ..بأنوارها
غريبة عني بكنائسها ..و مبانيها
بل غريبة بقهقهات أطفالها وأحاديث آل كوتوف وأورلوف
سمراء تائهة في شوارع لينين وستالين..تبحث عن أغنية جديدة لحياتها
لكنها تتلهف للحن قديم يعبث بأوتار قلبها الصدأ
معي أشيائي ..دفاتري ..أ قلامي.. و بعض ذكرياتي
لكني أنا الغريبة بمدينة
سمرائي .. تركت عالمك الصغير ولا تملكين سوى حقيبة أحلامك وتنبؤات نجوم وعدتك
منذ سنين بأن حلم ما سيصير … ويقول له كن فيكون
كل ما يحيط بي يذكرني بغربتي وغرابتي
أطل من نافذة غرفتي أبحث عن نفسي القديمة لعلي أجدها بين وجوه لهذه المدينة
لكني لا أجد سوى عربية سمراء غريبة
تطير بجناحي أحلامها تبحث عن مرفأ جديد ..يضمها ..يأويها ..يحميها
من غربتها .. وحدتها .. فشلها
معي أشيائي ..دفاتري ..أ قلامي.. وبعض ذكرياتي
لكني أنا الغريبة بمدينة
معي أشيائي ..دفاتري ..أ قلامي.. و بعض ذكرياتي
سمرائي ..اتبعي غربتك و حزنك ..تقفي أثر حلمك
بين عواصم المدن بل تيهي بشوارع المدينة الغريبة
ابحثي عن معنى جديد لحياتك ..اعزفي أنشودة للحياة
من لحن بيريزوفسكي ..وارسمي وجهك الجديد بريشة سلافا جروشيف.
معي أشيائي ..دفاتري.. أقلامي وبعض ذكرياتي
غريبة أنا في مدينة
سأعود يوما إلى مدينتي، إلى زاويتي، سأحضن كتبي
سأعانق وسادتي، وسأقبل جبين أمي،وأسجد حبا لأبي
إلى حين…دعوني غريبة بمدينة
أعيش وحدتي، أناجي إلاهي.. ويناجيني
إلى حين سأسأل نجومي وسمائي
هل لي بغربة جديدة .. و مدينة جديدة
لأني سأبقى غريبة في مدينة ………………..ولو إلى حين.
—