حسن رحيم الخرساني :
(مهداة إلى أخي و الصديق علي جعفر )
إني لأحزن ُ مثل الليل ِ تؤلـمُه ُ
شمس ٌالصباح ، ويطوي حزنَهُ الشجرُ
وغالبا ً ما أرى نفسي على سفر ٍ
تنسل ُ سكرى بواد ٍ سورُه ُ القدر ُ
هل يعرف ُ الليل ُ أحلامي وما وبها
أم إنه ُ بات َ مثل الصبح ِ ينكسر ُ
الناس ُ لو عرفوا ما بي لما وقفوا
مثل َ البهائم ِ قد أشقاهم النظر ُ
كم جادلوا القلب َ والنبضات ُ قائلة ً
هذا المتيم ُ منه ُ الشمس ُ والقمر ُ
يا ابن جعفر دع ْ عنا خواتمنا
فنحن ُ خاتمة ٌ مذ ْ ماتت ْ الصور ُ
الكل ُ يركض ُ مثل الدهر يتبعـُه ُ
هذا وذا ليس يدري حين َ ينتحر ُ
لاتستبق ْ فالهوى قد صار َ معجزة ً
في عالم ٍ كله يا صاحبي حجر ُ
وأطرقت ْ سومر ٌ خجلى وعذبها
على رؤوس ِ بنيها باتت ْ البقر ُ
كم كان َ يحرسـُها الأبطال ُ سيدة ً
واليوم َ ليس سوى الفئران تنتشر ُ
ناموا وأعينهم في الظل ِ حالمة
لعل َ عزتهم بالنفس ِ تنحصر ُ
ماذا أحدث عني لست ُ منقطعا ً
عنهم، ولكنني ما عدت ُ أنتظر ُ
فالحرف ُ روح ُ هواء الروح مزقني
حتى رأيت ُ دمي في الحبر ِ يحتضر ُ
يا ابن جعفر هذا كله ُ وطن ٌ
وإننا قد نسينا إننا بشر ُ
حاشاك َ يا أيها القديس من غنم ٍ
تساق ُ للموت ِ قطعانا ً وقد صبروا
وزادهم عارهم للعار ِ قد وضعوا
لباسهم بين َ أيدي من ْ لهم حفروا
إني لأحزن ُ مادامت ْ شواطئنا
قد دُنست ْ وسماءُ الله والمطر ُ
—