سفيان بوزيد :
ليس ليِ ما أقدمّه لكم ، اقدركمّ كثيرا ، و احبكمّ اكثر … لكنّي مجردّ ذكرى « مناضل » ، غيبتّه نجاسة الآخر ، و كلام الهُنا و هناكَ ، قوضوّا كلّ شيء ، لانّي انتميت اليهم ذات يوم … ليس لي من وجه امامكم ، سوى التضرعّ للسماء ان اراكم سعداء ، سوى ان تمتلأ تلك البطون الخاوية بكرامة لم نعدْ نفقهُها ، و تلك العيون المتعبة و لكن ببريقها الامل ، و تلك القلوب التي انصت لخفقانها عسى في كل نبض ان تخضّ دم الحبّ و الانسان فينا …
احبتيّ : جهاد ، ناجح ، وليد ، لزهر … لم اخنكم و لم اتراجع … فسحت المجال لغيري ، عساه ان يقدم اكثر ، لكني لم انساكم ، و انتم في قلبي ساكنيه ، و انتم احبتي ّ…
لكم المطر كلّه ، بزخاّته و بنداهِ و بسحابه … انثر فوق اجسادكم النحيلة ورودا كالتي نثرها الانبياء على انسانيةّ فقدت عذرية انسانيتها ، اوسدكمْ ياسمينا حتّى تناموا ، دون وجع جوع او دون انهيار ضغط دم او دون انهيار السكر في دمائكم ، بل انتم السكّر كلهّ و انتم الحلاوة في افئدتنا الدائمة …
الاهي ! ما عساني اهديكم ؟ و ماذا اكتب لكم ؟ و اي نخب احتسيه لانسى وجعي معكم ؟
متى ستشرق ضحكات النصر علينا ! حتّى تغيبّ العتمة اللي نزلت على المدينة لاكثر من نصف قرن و نيف ! في هذه العتمة ، ببياضكم الملائكي ، بحلوّ ضحكاتكم ، بنوتات كمنجاتكم ، سيحلّ البياض على مدينتنا الرائعة ، بفضلكم و بفضل امعائكم الخاوية …
انيّ احبكم اكثر ، حفظتكم السماء …
سفيان بوزيد / اهداء الى المضربين عن الطعام بجبنيانة
—