عبد الرزاق الصغير :
هاهو فصل الربيع يمضي
منه الأسبوع الأول مملا فارغا
إلا من ألام الظهروأخبار ثورات الشعوب في الأقطار المجاورة
وها أنا أحرر نفسي من نفسي
ميمّما شطر الناحية الشرقية للمدينة الضاحك
منعشا هذا القلب اليقطر دم ..
وها هي النعجة الأخيرة تنط من الزريبة
من المرج المسيج في غفلة الراعي..
نسيت الدم والثوار
واستعذبت مناظر الحقول
إستعراض الآيات التي تحدثها الأرض في الربيع
لم أكتفي بالتجوال ودون شعور وقفت خلف جذعا يتوسطني طولا
وراح زهر الشوك ، العشب اليابس والأخضر والنوار والفراش
من روحي يمسحون بقصائدهم قترالأقطار البعيدة والمجاورة
أكنس فيء شجرة من بعض الشوك والأعواد
وأتخذ من العشب الندي الأخضر مضجع لي
يقابلني منحدر يكسوه نوار أبيض وأصفر
وبقع الشقائق
يحز في قلبي دم الشعوب السامق كالصفصاف المقابل..
والفراش الأبيض والمزركش صاعدا بين خطوط وخيوط الأشعة
يطربني حفيف الشجر وزقزقة العصافير
وأنا بين اليقظة والنوم
يبدو حضنك يا شام
يادمشق
ياقدس
يا رباط
يا قاهرة
يا تونس
يا جزائر
كصدر فتاة صالحة للزواج يفيض حنانا
أرض من لحم …
—