ليلى مهيدرة :
لا شيء فيَّ يتعبني غيره
لا شيء يربكني ,
يضيعني
يتيهني غيره
هو المتربع
أعلى قممي
المعتلي كومة لحم بداخلي
أحاول لملمته
في حقيبة سفر
وأنساه
أتناساه
قرب جامع
في سوق مهجورة
قرب حاوية للأزبال
في محطة قطار فرعية
في مكان لا يتبعني فيه
أنساه وأرحل
لكنني حين أفكر
يكون قد اعتلاني من جديد
حين أفكر
أحلم
أتكلم
أتوجس
أسكت
أنظر
أشم
هو هنا الفاعل
وأنا وحدها أصابعي تتحسسه
تلمسه
عبثا تحاول أن تقتلعه
أن تفرغه
أن تفقئ عينيه
تخرس صوته
تزكم أنفه
تقطع مسامعه
تلغيه
فتفشل
كان القطار القادم
من جهة الشرق يعلن صفيره
وأنا وحقيبتي
و هو على الرصيف
ننتظر
أصوات تعالت
أن ابتعدوا عن السكة
وانا أصابعي خلسة تتسلل اليه
تحاول اقتلاعه
فوحدها القطارات القادمة من الشرق
تستطيع اقتلاعه
مسرعة تقدمت العربات
ثم..
ثم..
توقفت
نظرت إليه
كان هنا متربعا كتفي يهزأ مني
ويقول
أنا هنا وأنا الذي يقرر
رأسي
المتمرد
المتردد
أعلو ولا يعلى عليّ.
—