مروى ذياب :
عندما تستعمر الوحدة جمجمة الإنسان وتأبى الخروج،
فلا حل سوى اللعب بالكلمات وترقيص القلم على ترنيمات الظلام،
ومضاجعة السيجار..
كل الآمال تختفي ليلا،
لتخرج أشباح الوجع والتذمر،
لا شيء سوى سراب من النور،
يرحل مع نسمة منتصف الليل..
قتام بطعم الغياب
وغياب بمرارة الاشتياق،
ليلا لا شيء سوى الوحدة والغياب،
حتى أكاليل الصمت معلقة،
ترددها أصوات البيت الفحيم،
ليلة باردة كامرأة قبيحة بثدي رمادي، بوجه محبط رجالي ..
ليلة عرجاء..
في الغياب .. الزمن يظفر مشنقة الانتحار،
عقارب الساعة تأبى الإسراع،
وقت جاف كرجل عقيم محروم من العيال،
لا يعرف كيف تضاجع النساء وكيف ينجب الأطفال..
في الغياب .. تختفي أسراب الحمام،
ويأتي الغراب على الشرفة،
يتوكأ على قشة،
يرهق أرداف القين،
مشهد يشبه جنائز النحيب..
يلج الفجر ساطعا،
يهدي النيام حلما جديدا،
ويحيط الساهرين بلحن الأمل ..
ينهي القلم القصة ..
ويسقط الغراب من على القشة.
—
بوركت وسلمت يداك
وعفاك الله من الوحدة والرجال …
… والغربان
والوجع
والتذمر
فبعد كل غروب
يسقسق صبحا بإذن الله جميل
اخوك عبد الرزاق