إن أكثر البرامج الرمضانية شهرة في العالم، هي برامج “المقالب”، لأن ضيوفها دائما ما يكونون من النجوم والمشاهير، ما يجذب المشاهد للمتابعة، ومعرفة ردود أفعال الفنانيين في المواقف الصعبة التي يتعرضون لها أثناء المقلب.
وفي هذا العام، ككل رمضان، تجددت مقالب الفنان الكوميدي رامز جلال لعامه الخامس على التوالي، واحترف في اصطياد النجوم وإيقاعهم في مصيدته السنوية، ولعل برنامج “رامز واكل الجو” بمتابعيه ومنتقديه اكتسح صدارة برامج المقالب الخفية.
وتختلف برامج رامز عن غيرها في كونها فكاهية في نوع المقلب وكوميدية بفضل مقدمها وتعكس صورة حقيقية للضحية المشهورة من خلال رد فعلها. وأيا كانت السخرية أو الشتائم المسلطة على برنامج رامز فقد “أكل الجو” فعلا ونجح كعادته.
وكلما أبرح الضيف مقدم برامج الكاميرا الخفية والممثل الكوميدي رامز جلال بعد اكتشاف وقوعه في مقلب، كلما اعتبر الجمهور ذلك دليلا لنجاح البرنامج، وغيرها من البرامج التي تثير رعب الضيف لاضحاك الجمهور كالتجربة الخفية وهبوط اضطراري و100 ريختر، وبرنامج الطيارة التونسي، فالمشاهد العربي تعود على سماع الألفاظ السوقية والسب والشتم في البرامج ليضحك، والسبب البرامج التلفزيونية التي غيرت مفاهيم ومبادئ البرمجة الرمضانية.
ولكن تبقى الكاميرا الخفية أو برامج المقالب عادة من عادات البرمجة الرمضانية التي تكلل دون سواها بالنجاح في غالب الأمر.
ورامز أكل نصيبا وافرا من نسب مشاهدة البرمجة الرمضانية وأكل جو المقالب الخفية ببرنامجه وأبدع في كل تفاصيله، ولم يترك ثغرة واحدة ليتضح لأي ضحية أن كل هذا النظام والإعدادات والتجهيزات والسيارات والمصاريف والمضيفات هي جزء من المقلب.
فحتى أشباه أنجلينا وديكابريو وكلوني لم يكتشفهم أحد، لدرجة أن الفنان القدير أحمد بدير ذهب بكل ود ليسلم على شبيه ديكابريو ظنا منه أنه هو فعلا.
رامز واكل الجو 2015
ومن برنامج “قلب الأسد” في 2011، ثم برنامج “رامز ثعلب الصحراء” في 2012، وبرنامج رامز “عنخ أمون في 2013″، وبرنامج “رامز قرش البحر” 2014، وصولا إلى موسم 2015 ببرنامج “رامز واكل الجو”، فإن رامز قدم سلسلة مقالب متنوعة متجددة وناجحة، ينتظرها المشاهد كل ليلة من ليالي رمضان ليضحك أو ليسخر أو لينتقد.
فعربيا تنوعت برامج الكاميرا الخفية وتعددت وباتت خارجة عن مفهومهاً الأصلي، وهو الضحك والترفيه، وأصبحت قائمة على تخويف الضحايا حد الانهيار. ولعل الفكرة المحبطة والغريبة فعلا هي تحول رعب الآخرين إلى مادة تضحك المشاهدين.
وعالمياً أيضا فقد تفنن أصحاب هذه البرامج بأفكارهم المرعبة، ولعل أشهر المقالب الفتاة الشبح التي تظهر في مصعد بعد توقفه على ضحايا برنامج مقالب برازيلي، وآخر أميركي يحجز بعض الأشخاص على متن قارب يعج بالأرواح المعذبة.
لكن لو صدقنا للحظة أن كل ما يحدث للضحايا وردود أفعالهم هي فعلا عفوية نتيجة في برامج الكاميرا الخفية للتخويف والرعب. فهل من حق القائمين على البرنامج تخويف الأشخاص وتعريض حياتهم للخطر؟ هل يضمن القائمون على هذه البرامج عدم إصابة أحد الضحايا بنوبة قلبية مثلاً؟ أو أي مضاعفات صحية أخرى؟
ما من أحد ينكر فكرة نجاح هذه البرامج وقربها من المشاهد ونسب المشاهدة الخيالية التي تحققها في برمجة رمضان، لكن الفكرة الأهم هي تحول الرعب والترهيب والتخويف والإيهام بالموت إلى مصدر للفكاهة.
حينها يجب التوقف لوهلة والتمعن في ذواتنا ومساءلتها عن ما تبقى من إنسانيتها؟
—