هذا المساء
عاد مرة اخرى يحمل الي رسائل الاحزان
ويسخر من نهار ساده الصمت
يسخر من نهار قضاه عباس يبحث عن بذرة امل
بين متاهات السراب
هذا المساء عاد وله الف صورة وصورة في ذاكرة النسيان
هذا المساء عاد وله الف لون ولون في دائرة الالوان
هذا المساء عاد الي بجرائده البكماء
قلبت سطورها لم اجد الا بياضا يكتسح البياض
لم يجد فيها عباس رغيف خبز وساد الصمت هذا الفضاء
والجار ابنه مريض وزوجته مريضة وليس في البيت طعام ولادواء
فماذا تقول الجريدة هذا المساء
ليس في البيت رغيف خبز ولاصبة زيت وساد الصمت
قلت لذلك مزق الشاعر اوراقه وكسر اقلامه
وحول دواوينه الى مرحاض الحي وساد الصمت
في هذا المساء خرج عباس من براكته من اجل شمة هواء
لم ير اسراب الحمام التي كانت تمر من هاهنا
تحمل في مناقيرها غصون الزيتون الاخضر
لكن راى اسراب غربان تحمل قيودا وسلاسل للشرفاء
قال عباس ايها الطفل تنح من هاهنا
فلاشأن لك تحت سماء زرقاء
ارجع افراخ اليمام الى اعشاشها
سيكتب التاريخ فعلتك
ايها الطفل لاتعبث باوراق ذاك الشاعر
فهو وحده يدري تاريخ الاشعار
وهو وحده يدري سر الجمرة وسر النار
حين يحترق الشاعر بنار الشعر تتأجج المعاني والصور وتلتهب الافكار
ويسل الشعر سيفا ضد الجوع وضد القهر وضد الاعصار
—