رؤية
تمّ نموه..
طلبوا منه الاستعداد للمغادرة. سألهم إلى أين؟ قالوا له بلهجة حاسمة: إلى دنيا آبائك وأجدادك. أطرق واجمًا، أخذ نفسًا عميقًا، ثم قال لهم:
ألا يوجد مكان آخر؟
***
عاهة
في أثناء سيره تلقى ركلة..
التفت خلفه، فإذا لطمة على خدّه، قبل أن يدرك ما حدث له، انهالت عليه الصفعات واللكمات من كل جانب..
وقاره منعه من الدفاع عن نفسه…
***
تقدير
وقف أمام صورته المعلقة على الحائط..
نظر إليه مليًّا..
لقد كنت طوال السنوات الماضية موضع تقديري واحترامي،
أما الآن، فلا.. أعرف…
***
حلم
لم يكن أمامه سوى حلم جميل أو احتمال آخر مريع.
كافح بشراسة، قاوم جميع المعوّقات، آمن بقدراته، وكان مصمّمًا على تحقيق حلمه الجميل.
أخيرًا تحقق الأمر الآخر المريع…
***
مؤامرة
صرخ: إنهم يتآمرون عليّ، سأسجنهم كلهم: وزير الدفاع، ورئيس الوزراء، وقائد الجيش، والطبيب المناوب.
خضع لصدمة كهربائية جديدة…
***
جريمة
نتيجة عمل استخباراتي مشترك..
ألقي القبض عليه..
متلبسًا بكرامتك…
***
حقل
في المساء، رجع إلى بيته.
ضمّد جراحه، أطفأ حرائقه، جبّر عظامه، لملم شظاياه..
في الصباح، استأنف سيره، في حقل الألغام من جديد…
***
تكيّف
يئس من تغيير العالم.
غيّر نفسه..
صار يعوي…
***
مختبر
جدعوا أنفه..
ظلّ شامخًا..
استنتجوا:
جدع الأنف ليس سببًا كافيًا للهوان..
***
عزاء
ظل يؤمن بأنه حيّ يرزق، على الرغم من أن الجميع أكدوا له عكس ذلك.
طالبهم بإثبات ذلك بالدلائل والبراهين. أحضروا له شهادة الوفاة، وتقرير الطبيب الشرعي. قرأها بتمعن، أسقط بين يديه، لم يعد يقوى على الإنكار.
استسلم لقدره، نهض واقفًا على قدميه، أخذ يتقبل عزاءه بنفسه…
***
كاتب من الأردن