في إطار انشغالاته بالسرود العربية نظم نادي القلم المغربي فرع أسفي بالملحقة التربوية ،يوم الجمعة 8 يناير 2016، لقاءا ادبيا مع الاديبة ) حضره مجموعة من الروائيين والشعراء والفنانين والإعلاميين ورجال التعليم .وقد افتتح اللقاء رئيس النادي الباحث والأستاذ عبدالرحمان شكيب بورقة نقدية حول سؤال الرواية وتغيير أشكال التعبير في الكتابة النسائية. مشيرا إلى الرواية والتفاعل المختلف مع الواقع بعد الربيع العربي ، وحضور الكتابة النسائية كشكل تعبيري مقترن بالبوح والتحدي ، مذكرا بمجموعة من الأعمال ذات الصلة بالموضوع،كما أشار في مداخلته إلى التبدل الحاصل في مجال الكتابة واختيار آليات
جديدة استجابة إلى ما تستلزمه الرواية، الشكل الاجناسي المتفرد الذي استطاع أن يغير الكثير من الصور النمطية ، ويخلخل شبكة واسعة من المفاهيم ، استطاعت ان تؤسس لها مجالا خصبا للتنويع على مستوى الكتابة التي تمتح من واقع متعدد ومختلف ، بحثا عن قيم نبيلة لم ينفع في ترسيخها عامل الزمن ولا حركات التحرير ولا الهزات التي رصد أثرها الكتاب الكبار… بعد ذلك تدخل ذ مصطفى بنعمور بورقة بعنوان: (بوح الأنوثة ….تأملات في رواية ساق الريح)
1 – مدخل عام حول موضوعة البوح الانثوي
-2 العتبات – تناول الباحث ملاحظة /فرضية ارتباط اسم صاحبة الرواية ليلى كأيقونة دالة على التعالق بينها وبسن اسم تراثي راسخ هو اسم قيس .. كما تناول دراسة تحليلية للعنوان لغويا ودلاليا كاشفا عن الالتباس الحاصل من خلال توظيف كلمة الريح التي تجمع بين دلالة التأنيث والتذكير…
-3 طبيعة الرواية : خلص فيه الباحث الى ان هذه الرواية من جهة التجنيس يمكن اعتبارها رواية يهيمن عليها طابع الخاطرة والنفَس الحكمي الى جانب السرد …وتركيزها على الحدث بمعناه النفسي الذي قد يبدو للبعض رتيبا غير ان ذلك الحكم لن يؤثر في المنهج الذي تبنته الكاتبة بوعي ..
-4 تناصيات الرواية : تناول الباحث الاشارات النصية السابقة زمنيا على الرواية في منجز الكاتبة السردي ليكشف عن اصلها الذي انبثقت منه من خلال قصة قصيرة في مجموعة للكاتبة بعنوان : عيون القلب .كما تناول التشابه الواقع بين شخصية بطلة الرواية بشخصية حواء على اعتبار انهما معا تناولا فاكهة محرمة ( التفاحة +الرسالة المجهولة )
-5 انتقل الباحث بعد ذلك للكشف عن النسقين اللذين يهيمنان على نص الرواية حيث كشف عن قتل الساردة كممثلة للنسق الذكوري لبطلة الرواية الممثلة للنسق الانثوي المتحرر …مما يكرس سلطة النسق الاول ..رغم ان الكاتبة تسعى الى العكس أما القاص والباحث عماد شوقي فقد تأسستمداخلته ” تاء التأنيث الساردة : بحثا عن الأنثى المندسة ” ، على قراءة عاشقة ولجت النص من باب الالتباسات التي طرحها ، وتحركت بين ثلاثة محاور هي : 1. اشتباكات الحكاية والتفاف الساق بالساق: وتناول المحور تداخل الصوت السردي لكل من الساردة والبطلة ، وارباك اطمئنان المتلقي باعتماد تقنية الرواية داخل الرواية. 2. تمرد المسرود عنها: وفيه تم التركيز على على علاقة التوتر القائمة بين البطلة والساردة التي تحكيها ، وكيف تفقد هذه الساردة سلطتها في تحديد اختيارات بطلتها. 3. الأنثى المندسة هي جيب الحكاية : وعالج هذا المحور الاندساس المقصود للساردة في جبة بطلتها وتشابههما في البحث عن الرجل المفقود، وأشار إلى التوهيم الذي يخلقه الإهداء ويدفع إلى اكتشاف اندساس الكاتبة ليلى مهيدرة داخل حكايتها في التباس تخييلي جمالي. أما المداخلة الأخيرة والتي عنوانها ب ( ساق الريح: كثافة المحكي الملتبس)، حاول الناقد عبد الرزاق المصباحي الوقوف على ثلاثة مداخل يمكن عبرها قراءة رواية ساق الريح : المدخل الأول يهم تفسير الكثافة والاستعارية التي قد يستشعرها القارئ للرواية، وإضاءتها ببيان مسار الكاتبة ليلى مهيدرة التي انتقلت من الكتابة الشعرية إلى الرواية، فكان تـأثير التجربة الشعرية أمرا مستوجبا. أما المدخل الثاني فهو تجنيس النص ضمن النوفيلا، بما هي جنس أدبي يقوم على اختصار الزمن النصي، بإنتاج عمل يقوم في الغالب على حدث بسيط بقصديات واقعية أو ساخرة أو حتى حالمة. أما المدخل الثالث فهو تقنيات السرد المعتمدة في النص، ومن بينها الميتاسردالتي تحدث، أحيانا، التباس صوت البطلة بصوت الساردة، ثم خلق مرسل ( محفز) مفترض هي رسائل متخيلة لتحريك دافعية الكتابة
—