استكمالا لما قمت به من قبل من حوارات ولقاءات أدبية مع نخبة من أدباءالوطن العربي، يسعدني أن يكون الحوار مع الشاعر والصحفي والأديب المقدسي( موسى عوده)هو رقم -5 – من الجزء الثاني من مجموع اللقاءات مع أدباء ومفكري الوطن العربي… والذي اتمنى أن يكون بداية لسلسلة من الحوارات المتصلة في مختلف المجالات الأدبية والفكرية التي حظيت باسهامات لهؤلاء المبدعين
في ما يلي نص الحوار.
س :- كيف تقدم نفسك للقارئ ؟
أنا من مواليد القدس الشريف تربيتُ وترعرعت في مدارسها وحصلت على التوجيهية العامة “دراسة خاصة ” فرع ادبي معدل 75
حاولت الإلتحاق بالجامعة للتحصيل العلمي ولكن الظروف لم تتح لي بسبب المادة حيث كان والدي رحمه الله موظف بسيط في مكتب بريد تابع لوزارة المواصلات وراتبه بالكاد يكفي لإعالة عائلة مكونة من 7 أفراد فالتحقت بصحيفة محليّة ” القدس ” الفلسطينية موظف اعلانات ومن هنا كانت بداية الخطوة الأولى ومن بعدها اشتغلت على سيارتي لنقل الموظفين ليلا ونهارا وكان هذا عملا شاقا ولكن لقمة العيش تجعلك تتحمّل هذا العناء والتعب حتى اتت فرصة سانحة للإلتحاق بجامعة القدس المفنوحة دراسة خاصة حيث نلت بكالوريوس في الصحافة والإعلام وبعدها بدأت مشواري مع الأدب والصحافة وفي تلك الفترة كنت أمارسُ هواية المطالعة بقراءتي القصص والكتب الأدبيّة والشعر وكان تأثيري قويّاً بالأديب جبران خليل جبران ومن الشعراء المتنبي وإيليا أبي ماضي ومحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد ومن الأدباء نجيب محفوظ وطه حسين وتوفيق الحكيم فانتقلت من مرحلة سائق الى محرر ادبي في الصحيفة المذكورة .
{ لا أُريد الإطالة عن حياتي المهنيّة }
س:- أنتاجك الادبي : نبذة عنة ؟
انا لي ديوان مطبوع ” تُرّهات عاشقين على بحر يافا ”
ولي مجموعة قصائد في مدوّنة تخصني من الشعر المنثور والشعر الموزون وديوان اقوم بتحضيره
” رحلة تنهدات ” وهي مجموعة قصائد وطنية تتعلق بالقدس وهي من بداياتي في كتابة الشعر وكانت الحافز القوي الذي جعلني اعشق هذا النوع من الشعر فعشقي للقدس يسري في وريدي فانا تربيت في حاراتها وأزقّتها .
وما زالت تعيش تحت الإحتلال البغيض ونكابد معها الإذلال والظُلم ولم نسمع سوى جُرعات فارغة من الخطابات الرنّانة لتحريرها .
وقد فازت إحدى قصائدي في مهرجان القاهرة الأدبي ” مسابقة الشاعر أمل دنقل ” التي اقامته مؤسسة الكلمة نغم في المرتبة الثانية:-
” أُنثى المرايا ”
………………..
كُنتُ وما زِلْتٌ
مفتوناً بِكِ..
تَطَيَّبْتُ بريحِكِ
وَطَلَبْتُ المَزيدْ ؟
أمرٌ وَحيدْ..
كانَ يُقْلُقُني ..
ولا يحتاجُ..
إلى..تَجْريدْ !
بأنْ أضَعَ ريشة
طائِرٍ
على قُبَعةِ أُنثى..
تَليدْ
فَلَها ما شاءَتْ
مِنْ أسرار قلبي
فأنا لَسْتُ بِخاسِرٍ
إنْ أصْبَحْتْ..
مَعْصِيَتي
والتَبْديدْ !
شَرِبْتِ الثمَالَةَ..
مِنْ يَدي
وَراقَكِ..
التنهيدْ.
لي مجموعة اكثر من عشر قصص طويلة نالت منها قصتي ” الوجبة الأخيرة ” المرتبة الثانية في مسابقة نجيب محفوظ تحت اشراف كلمة نغم الأدبي .
ومجموعة لا بأس بها من القصة ق. ج : ج : !!!
1
اقتنعوا بألفاظهِ الإنشائيّة
وظلَّ مكانهُ يستنسخُ ألوانَ الحُوارِ برائحَةِ الموتْ .
2
تجمَّعوا … تقهقروا … استثمروا … هلَّلوا … اطمأنّوا …ثم تنازعوا …
باغَتَهمْ الفألُ السيّء
.
.
وبعض المقالات السياسية بتسليط الضوء على الوضع الراهن للوطن العربي
وهذا هو عنوان صفحتي على الفيس بوك
https://www.facebook.com/profile.php?id=100007464276193&fref=ts
ماذا تقول للقارئ عن تجربتك الشعرية والإنسانية ؟
التجربة الشعرية هي الظروف والعوامل التي يقع الشاعر تحت سيطرتها وتؤثر فيه ، فينفعل بها ، ثم يعبر عنها بعد أن تمتزج بإحساسه ووجدانه .
موضوعات التجربة الشعرية لا حصر لها فهي تستمد من الطبيعة ، أو أحداث الحياة ، أو الانفعالات الخاصة ، أو الموضوعات السياسية والاجتماعية .
ليس من الضروري أن تكون التجربة ذاتية حتى تكون ناجحة ، فقد يعبر الشاعر عن تجربة عامة ، ولكنه ينفعل بها ، فنشعر بصدقه ، وقوة تأثيره فينا
.
ـ للتجربة الشعرية عناصر ثلاثة هي :
1ـ الفكر
2ـ الوجدان
3ـ الصور التعبيرية : وتنقسم إلى ( 1ـ الألفاظ والعبارات 2ـ الخيال 3ـ الموسيقى الداخلية كما نشعر بها في قصيدة النثر او ما يطلق عليها الشعر المنثور على وجه الخصوص وقصيدة الوزن التي تكون مُلزمة بها .
وخير مثال على ذلك
تلك القصيدة التالية :
{} إبليسُ تركَ وصاياهُ للبشَرْ {}
………………………………..
من عجائبِ ما أفرزهُ القَدَرْ ..
أنْ أتى إبليسُ مُترجلاً وحاملاً ماءٍ وصابونَ
لغسلِ أدمغَةٍ من شرورِ البَشَرْ !
عدا سُتراتٍ واقيةٍ تُقيهُمُ لسعاتَ الضميرِ
والنخوة الموبوءةَ بشفاهٍ غانيةٍ..
سَكَبَتْ عُهرها في كؤوسِ الضَجَرْ !
ضَحِكَ إبليسُ من خُبثهمُ ..
وترك في نفسهِ هذا ” الأَثَرْ ” ..
1. بأنّ عَلَّقوا صلاتهم وقيامهمُ ..
على حبلِ معصيَةٍ ..
وخالَفوا شرعَ الله في ما أمَرْ !
خسئاً لكم ..
أتريدونَ من إبليسَ أن يشيلَ
عنكم ُجُحُودُكمُ ..
وَيَعْتَمِرْ ..؟؟
تَذابَحتمُ كإخوةٍ وتآخيتمُ كأعداءٍ ..
آهٍ.. لوكانَ بينكمْ عُمَرْ !!
فتاويِ ” مُهجَّنةً ” شَيَّعتموها في خَبَرْ
كأُنثى عاريةٍ تسابقتم بنشرها ..
في صُوَرْ !
شاهَرتُم برجمي في الحَجيجِ
وما فعلتموهُ أدهىَ وأمَّرْ ..
بأنْ مَنْ استوطنَ قلبهُ هذا الوَطَنْ ..
تقولونَ عنهُ .. كَفَرْ ؟!
وغوايتي لكمُ أخرجتموها من بيداءِ جَهلكمُ
بعدما وضعتموها في الحُفَرْ ..
واللعنةُ تصيبني في كلِّ ركعةٍ
هيهاتَ أعمالي تُغتَفَرْ !!!
أضحَكْمتوني ..
مَنْ كانَ يُصدِّقُ أنّ نبيذَ المروءَةِ
أحرقَ شفاهَ البّشَرْ ..؟
تيجاني سأترُكُها لغدّارٍ ..
تلاواتهُ عَجِزَتْ عن ضغائِنهِ ..
تحرسهُ شَهواتهُ من فسادِ عادةٍ ..
منذُ الصِغَرْ !
تتبادلُ أدوارَ مرضهِ ..
عاثَ في جَسَدهِ واستقَّرْ .
ارهصات الكتابة الاولية – هل تذكر منها شئ ؟
هي عبارة عن محاولات لتقليد بعض الشعراء وكانت بعضها فاشلة لقلة الخبرة وعدم اتساع الفكر وهذا اعطاني حافزا لإلتهام القراءة وصقل الموهبة
يلمس القارئ لأعمالك جزالة وفصاحة وتمكن من اللغة العربية – فما الخلفية الثقافية التي منحتك هذا التميز؟
هذا بفضل الله عطاء من الله سبحانه وتعالى والظروف التي أتت مؤاتية حيث كان والدي رحمه الله يملك مكتبة فيها كتب ما هبّ ودبّْ قديمة وحديثة ورثها عن جدي رحمه الله الذي كان عالماَ من علماء قرية المالحة في الوطن السليب وهي لحد الآن أحتفظ بها لي ولأولادي من بعدي وهي عبارة عن كنز ثمين
كيف تتحدث من واقع تجربتكم عن حالة المخاض الشعري للقصيدة – وكيفية ميلادها علي الورق ؟
انا نادرا لا احبّ أن أكتب ارتجالياً بل أضعها على مايكروسوفت وورد واقوم بفحصها وتقويمها واعيد عليها او انقصها ان كانت زيادة او نقصان فقد يسهو الانسان عن بعض الاخطاء الغير مقصودة لذا اراعي الدقّة في نشرها وقد يكون حدثا ذو اهمية فاقوم بنشر قصيدة قد تكون ارتجالية بعض الاحيان وهذا خطأ يُحاسب عليه الشاعر ولن يكون في صالحه لذا انصح كل الشعراء والادباء ان لا ينشروا نتاجهم الادبي قبل ان يدقّقوه ويمحّصوه ويقولون بعد ذلك وقع سهوا او خطأ مطبعي
يظل الوطن في قصائدك هو الشق الاهم والاكبر- فما الذي يمثله الوطن بالنسبة لك؟ وما هو موقع الهم العربي بشكل عام في فكرك وابداعك ؟
ـ يتحقق الصدق الفني في قصائد الوطن بيقظة شعور الشاعر وتفاعله مع الموضوع وتأثره به .
وكما يقول ابن الرومي عن حبّ الأوطان ::
حبب أوطان الرجـال إليهـم
مآرب قضاها الشباب هنالكا
إذا ذكروا أوطانهـم ذكرتهـم
عهود الصبا فيها فحنّوا لذالكا
فالهم العربي شغلي الشاغل في معظم قصائدي منها للثورة المصرية واليمنية والتونسية والليبية والسورية وللقضية الأم فلسطين وبخاصة القدس الشريف.
وإذا كان الإنسان يتأثر بالبيئة التي ولد فيها، ونشأ على ترابها، وعاش من خيراتها ؛ فإن لهذه البيئة عليه ــ بمن فيها من الكائنات، وما فيها من المكونات ــ حقوقاً وواجباتٍ كثيرةً تتمثل في حقوق الأُخوة، وحقوق الجوار، وحقوق القرابة
، وغيرها من الحقوق الأُخرى التي على الإنسان في أي زمان.
الطفلُ خرجَ حافياً بأسنانِ الحليبْ ( من المشهد السوري )
” نُشرت على عدّة مواقع للثورة السوريّة ”
ثُرْ وتمرَّدْ ..
على مَن نصبَ نفسهُ إماما ….
تحتَ سقفِ الحقيقة ..!!!!
حاكمٌ بَليدْ
تلتهمُ جيوبَ الدمِ
حناجرٌ لم تَجُعْ يوماً
إلاّ بإطلاقِ الشعاراتْ
صُخبُ المارقينَ يولّدونَ
الغرقَ في وحلِ اليأسِ
وفي خيوطِ دمعي المُتشابكْ
يُطلقونَ الأناشيدْ
سرقوا منّي …
فورَةَ طوفاني
على سُعالِ جندي
طرطور وحيدْ
طَفَحتْ طحالبُ مَنْ راهنَ على وأدي
لينزعَ منّي جلدَ كَفَني
ونشيجي المبحوحُ
تمدّدت عليهِ أظافرُ التهديدْ
يتخيَّلهُ عُواءً
أو نفخاً في قُربَةِ ماءٍ
في خريطة المَنكوبينْ
يا هذا …
الذي تُطوُّقُني بذراعكَ المكسورة
لنْ أسجُدَ لصنمٍ صَنَعَتهُ كَركَرةَ خوفٍ
وعجينُ شُواءٍ مُكدَّسٌ بأشلاءِ الصُراخْ
إذا لم تَمنَحْ أضراسي خُبزاً
فكيفَ أهَبُكَ جَسدي …
ليخلق منه غربالاً ينفذُ منهُ الدُخانْ ؟
لاحيلَةَ لكَ أن أقلعَ عن حُلمي
بعدما انطفأ رُقادي على مقاصلِ الدَمْ !
ورأيتُ مرارتي كأنها رفوفً
لبطاقَةِ عشقٍ لحُريَّةٍ
أو شمسِ وَطَنْ
أصابعي مُدجّجةً بجمراتي النازفة
وسعفُ جَسدي تنغمسُ في مدادِ قامتي
لنْ تَشيخَ سنواتُ طفلٍ يَجوعْ !
ولنْ يَبتَلعَ مقاعدَ زنازينَ القَهرِ
بأسنانِ الحَليبْ !
إنْ خرجَ حافياً …
سَيجمعُ أعقابَ القناني المطلّية
بعبقِ شهيدٍ لا يَغيبْ
تَيَبَّسَتْ كوارثهُ الصغيرة
على أسرابِ الثَلجْ
وأجفانهُ تَبعثُ الأملَ في بحورِ المِحَنْ
شاخَ ” بابُ الحارة ” وتهرَّأتْ أوصالًهْ
وكتبنا العناوينَ على ثوبٍ مُمزَقٍ
على سُهوبِ طائرٍ بَعيدْ
اطرُقْ البابَ أيُّها المُنتَفِضْ
والتَقِطْ حُزامٍاً ناسِفاً !
وانكبّ على شُروخكَ
التي انهالَتْ على راحةِ غَضَبكْ
فأنتَ لا تَملكُ إلاّ دَماً مَرهوناً
تساقطَ على رداءِ ساقيةٍ عربيّة
لا تَسقي إلاّ العُهرَ
من كأسِ سَفاحٍ عَنيدْ
.
.
من ومكان أن يُراعيها وأن يؤديها على الوجه المطلوب وفاءً وحباً منه لوطنه. وإذا كانت حكمة الله تعالى قد قضت أن يُستخلف الإنسان في هذه الأرض ليعمرها على هدى وبصيرة، وأن يستمتع بما فيها من الطيبات والزينة، لا سيما أنها مُسخرةٌ له بكل ما فيها من خيراتٍ ومعطيات ؛ فإن حُب الإنسان لوطنه، وحرصه على المحافظة عليه واغتنام خيراته؛ إنما هوتحقيقٌ لمعنى الاستخلاف الذي قال الحق سبحانه وتعالى فيه: {هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} (هود: 61).
هل تجد أن الشعر- بوصفه حافزا – يمتلك القدرة علي الحض والتحريك؟
قد يكون حافزاً في بعض الأحيان ومعظم الشعر اليوم متهالكاً كساهُ الغبار للإفتقارهِ الى عنصر التأجيج والتأثير اللغوي في جمهوره ومستمعيه وهذا من عيوب الشعر الحديث .
– يمتلك القدرة علي الحض والتحريك؟
ليس دائما يمتلك القدرة على الحض والتحريك لأنه أصبح مُدجّناً ومرتشياً يبحث عن المصلحة الذاتية اكثر مما يهمّه المعنى والإرتباط بحبّ الوطن .
وأكثر ما ما يُشغل الناس هذه الأيام مصاعب الحياة وأكثر ما يُشغل الشباب أخبار العشق والهوى ومطاردة الفتيات عن طريق مواقع التواصل الفيس بوك وقد صدقت المقولة : نحن لسنا بشعبٍ قارىء كباقي الشعوب الأخرى المتقدّمة ف المحمول حلَّ محل الكتاب الذي نتوق إى رائحة أوراقه ونتلمس حروفه من حبره المطبوعة به بدلا ان نقرأ هذا الكتاب اليكترونيا وأصبحَت تلك الأجهزة عُنصرَ لهوٍ في جميع الأحوال
ماذا كتبت أخيرا والوطن يمر بتلك الاحداث الحالية؟
يا أُمَّةَ العارِ أَقصاكُمْ ذَبيحٌ
جَفَّتْ النَخوَةُ مَنْ بهِ صَمَمْ !
بَشَرٌ بِلا عَواطِفٌ
لا خَوفُ ولا نَدَمْ
دَمٌ يُراقُ
علىَ مَرأى الأُمَمْ
اغتالوا أوطاناً
مِنْ تَفاهَةِ قِمَمْ
أَقاموا المَعاقِلَ
وَقَدَّسوا صَنَمْ
أُقاتِلُ مَنْ وأَحمي مَنْ ؟
سِلاحي قَلَمْ
لا أُبالي بِسَحقي
مِنْ أُمَّةٍ عَدَمْ
نُقاطَ ضَعفِهِمْ..
يَهابونَ الموتَ
وَحَتى السَقَمْ !
وأصدَقُ ما يُقالُ
في عَجزِهِمْ-
قَطيعُ غَنَمْ
الخُبزُ عافَ فَمي
وَتَباهوا بالنِعَمْ
سَبعٌ وَسِتونَ عاماً
شَعاراتٌ وَرَقَمْ
يا أُمَّةَ العارِ
أقصاكُمْ ذَبيحٌ
جَفَّتْ النَخوَةُ
مَنْ بِهِ صَمَمْ !
وَداعاً وَداعاً يا قُدسُ
تَزايَدوا وباعوكِ
تُجّارُ الذِمَمْ
دَخيلُ هَتَكَ أَعراضُكُمْ
وَسُيوفُكُمْ تَحتَ القَدَمْ
أَصبَحتُ مُثخَناً بالطَعناتِ
لَحمي حَلالٌ
وأنا مُتَّهَمْ ..!
2015-11-18
.
.
وايضا اتذكر القصيدة التالية :-
{ مرثيّة لوطنِ يَغرَقْ }
………………………
صوبَ البحرِ نُقطَةَ دَمٍ
تَتَرجَّلُ عن قميصٍ صَغير..
كيفَ لا تُسقِطُ عُيونَ الفُقراءْ ؟
كانَ الموتُ..
صيّاداً لجَديلَةَ أشعارٍ
كانَ الحُلمُ في مصرَ ..
عازفاً لُغةَ الأطيارْ !
بكىَ الميدانُ من لِذّةِ ضَعفٍ
واستحلبَ الجُذورَ
من قراءَةِ ماءْ !
كالحمامَةِ المُرصَّعةَ بالرياحِ
قرأَتْ سورةَ الوطنِ
على نهارٍ يَندبُ الصَباحْ !
واستفاقَتْ كَسراتَ التُرابِ
على وطنٍ يَغرَقُ …
خاطبَ ألغامَ النِصالْ
واستحمَّ بإنتفاضاتٍ مُلوّنة
برسائلٍ مُزدانَةٍ
بأملٍ يَسيلُ على ذَبذَبَةِ خَوفْ !
يرفضُ الإذعانَ إنْ توضّأَ …
بممْلَكَةِ أوثانٍ
تَشَابَكتْ في الرِمالِ
أو بِزحَفْ !
ابتدأَ البُلوغَ في المقاهي
ليعشقَ لِعبةً خاسِرةً …
فقفزَ على راحةِ يَديهِ
لِيظْفَرَ بِحَرفْ !
أيَستَحيلُ السَحلَبُ ناراً …
فحصدَ صَراخَهُ
من حُنجَرَةٍ مَعطوبةً بالداءْ ؟
إنتهى عَهدُ الخطايا
في كلِّ الفُصولِ
وَغَرَقَتْ كلِّ السُجونِ
بِغَرغَرَةِ الخُيولْ !
وَفُتِحَتْ أبوابَ الرعونَةِ
أمامَ فوارسٍ
مَشدودةً بالولاءْ !
لمْ يزَلْ ينبتُ شَعري
على هامَتي
وترقصُ أعناقي
في حَدائِقي
لمْ تَزَلْ َتخطو طِفلَتي
وتَرنو إلى قامَتي بإشتهاءٍ
وَتَلِدُ من عُقرِ جَبينها …
أبطالاً في أبجِدياتِهمْ
لا يَعرفونَ الأُفولَ
وفي صلواتِهم وصِيامَهمْ
نُسّاكاً أولياءْ. .
ما الذي تمثله حالة الكتابة ألشعرية عندك؟
انا أشغلُ نفسي دائماً بكتابة ما يجيش في خاطري من كتابة قصيدة او خاطرة واعتبرها اجمل لحظاتي حين اعيش بين كتاباتي بعيدا عن هموم الحياة والعصر من قتل وتدمير وتشريد ودماء فأرسم صورة أمامي بإختياري نوع القصيدة .
الإيقاع في قصيدة النثر متصل أساساً بحركة الذات الشاعرة التي تسعى نحو التجسد النصي لغة وصوراً ورموزاً تحمل عواطف وأفكاراً موقعة حيث يتم توقيعها على موسيقى سرية تتهامس وتترامى من هنا وهناك من اتجاه ما، ومن كل الاتجاهات فتجعلني اجلس مع نفسي امام اللاب توب لأبدأ بالكتابة
هل غياب فن الدراسات النقدية ، والناقد الادبي عامل بالسلب علي الحركة الادبية بالوطن العربي ؟
نعم ، نعم : له تاثير كبير وسلبي على حركة الأدب في الوطن العربي حيث المجاملات والمُحاباة انتشرت بطريقة مفزعة للوصول إلى هدف يرتائيهِ الناقد الغير شريف والصادق مع نفسه قبل ان يكون صادقا مع الاخرينْ
يختبئ داخل كل مبدع طفلا ، يمثل له مصدر الدهشة التي لا تنتهي, ما الذي تبقي من ذلك الطفل في نفسك ؟
كل شاعر يرتدي مئزر طفولة ويختبى في وجدانه طفلا يحبو نحو كل إمرأةٍ جميلة يتحسّس جمالها ويداعب خصلات شعرها ويتنسّم رحيقها من زقزقة طيور ثغرها .
كُنّا ثلاثة
أنا وحبيبَتي
وظلَّها
طالَ في إنحنائهِ..
الشَجَنْ
تستَهْويني..
أنْ تعيشَ في مُهْجَتي..
مُكَبَّلة..
ومنْ حنايا روحي
أسْكَرَتْني
المِحَنْ
كَعَّبَ ثديُ تأمُّلي في سِحرِها
وراعَني..
أنَّهُ إفْتَّتَنْ
قابعَةٌ..
في خيالي كتوائِمي
ملاذي الأخير في ثغرِها
كانَ.. سَكَنْ.
في نهاية هذا الحوار ماهي كلمتكم الاخيرة في ختامه – ولمن توجهها ؟
اولآ أوجّهها لك أيّها الشاعر والأديب الكبير صابر حجازي على الفرصة التي اتحتها لي في ذلك الحوار وارجو ان اكون قد وُفقتُ في الإجابة على تلك الاسئلة
وشكري الثاني لصديقي الغالي محمد محفوظ صاحب ملتقى الكلمة نغم الادبي الذي كان منتداه الخطوة الأولى في مسافة الألف ميل ..
أنهي هذا الحوار :
بمقاطع من قصيدة ” أحلام صغيرة في صتدوق بريد ”
مدينتي لا تقرأ شوارعي
المضرّجة بالضَجرْ
استيقظ على أحلامي الصغيرة
كرسائلٍ وُضعت في صندوق أحمر
أكـِـِتشفها ألوان خيولٍ في راحتي
لم أبحْ بسرّي
سوى استماعي الى همسات خافقي
ولم أستوعب ما يجري
فقد كففت من تذمّري
وأخذت نفساُ عميقاً ..
كي لا أغفو وأستفيقْ !
بين جدّ ولهو…
قلّ توتّري من شدّة التصفيقْ
مارست عبثي
ليستوطن فرحي ساحتي
كالأشجار تشتهي حبّات المطَرْ
تخيّلتكَ موسمي الأخضرْ
كشعفةٍ تيلّ وجهك الرقيقْ
فيشمخ ربيعي في داخلي مثل السحرْ
أنت …
عصافيري التي تحتسي
بصمات أصابعي في مغطس فجري
تحاول الزحف عائداُ
حتى تقترب أَكثَر وتفتَخرْ.
————
*الكاتب والشاعر والقاص المصري صابر حجازي
– ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة
-عضو بعدّة نوادي ثقافيّة وأشرف علي الصفحات الادبية –
-بالعديد من الجرائد والمجلات المصرية لسنوات طويلة.
-شارك بالعديد من الندوات والمهرجانات الادبية
-كما شارك في العشرات من الأمسيّات الشعريّة و القصصيّة.
– ونظم الكثير من الأمسيّات الأدبيّة
– اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية
– نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي
– ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية
– حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية
–عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة
-الصفحه الادبية
http://ar-ar.facebook.com/SaberHegazi
—