الهرم الثالث بين نجيب محفوظ وأم كلثوم
ولد محمد حسنين هيكل في باسوس، إحدى قرى محافظة القليوبية عام 1923م، عام 1942م، التحق بقسم الحوادث في صحيفة “The Egyptian Gazette”، حين قامت الحرب العالمية الثانية. أول كتاب صدر له عام 1951 بعنوان “إيران فوق بركان”. أول مقال له في صحيفة الأهرام، ظهر تحت زاوية “بصراحة” في 10 آب 1957 بعنوان “السر الحقيقي في مشكلة عُمان” (مقاله الأسبوعي كل يوم جمعة الذي أوحى بشهرته لمقال شمران الياسري أبو كَاطع- بصراحة). وظلّ رئيساً لتحرير الأهرام، 18 سنة، فأصبحت الأهرام واحدة من الصحف العشر الأوائل في العالم. عام 1968 أسّس “مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية”، بتشجيع من الرئيس المصري عبدالناصر. وآخر مقال له في الأهرام قبل استقالته، فيمثلهذهالأيام 1 شباط 1974 بعنوان “الظلال.. والبريق”. وأعلن اعتزال الكتابة المنتظمة والعمل الصحافي في عامه الثمانين في 23 أيلول 2003م. وكان يكتب بانتظام في مجلة “وجهات نظر”، ويشرف على تحريرها وظل يسهم في تحليل ودراسة تاريخ العرب المعاصر وثيق الصلة بالواقع مستخدماً منبر الفضائيات، بعرض تجربته في برنامج أسبوعي بعنوان (مع هيكل) في قناة (الجزيرة) القطرية الفضائية. عام 1970 عيّه الرئيس جمال عبدالناصر وزيراً للإرشاد/ الإعلام، ثم الحقت إليه وزارة الخارجية لأسبوعين في غياب وزيرها الأصل محمود رياض. وحين غادر عبدالناصر الدنيا، ظلّ هيكل مخلصاً له، حتى عارض سياسات خليفته أنور السادات بعد فترة توافق قصيرة، عام 1974 أصدر الرئيس السادات قراراً في 2 فبراير بنقل خدمات هيكل من صحيفة الأهرام إلى قصر عابدين، مستشاراً لرئيس الجمهورية، لكنه اعتذر، وخرج من الأهرام في مثل هذه الأيام 2 شباط 1974، لتتعرض مقالاته للمنع. ثأر من أنور السادات وحاشيته حين كتب عن والدة السادات “السودانية!”، في كتابه “خريف الغضب”. من مؤلفاته “السلاح والسياسة”، و”أقباط مصر ليسوا أقلية”، و”باب مصر إلى القرن الواحد والعشرين”، و”المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل” و”عواصف الحرب وعواصف السلام”، و”المقالات اليابانية”. و”العروش والجيوش” و”الإمبراطورية الأمريكية”، و”الإغارة على العراق” و”استئذان في الانصراف”، و “رجاء ودعاء”. في تغريدة له على “twitter”: أن جورج بوش الابن أراد أن يجعل من أمريكا شرطي العالم بشكل “بلطجي”، فكانت أولى خطواته غزو العراق وأفغانستان، كما كشف عن أنه قرأ محاضر مجلس الأمن القومي الأمريكي، بعد أن أزيح عنها الستار، حيث قال أحد مستشاري بوش، إن الذرائع لغزو العراق ليست كافية، وكان رد بوش: هذا الرجل حاول أن يقتل والدي. واعتبر هيكل إنّ المدّ الشيعي “وهم” ، و”كذبة” مدفوعة الثمن. في 18أنيسان 2013، أكد هيكل، على أنّ عدد الشيعة في الأقطار العربية والإسلامية 200 مليون، وفي مصر 18 ألفًا، و أن القلق من “التشيّع”، مفتعل. اعتبر أنّ لا احد يستطيع أن يقول إن حزب الله (إرهابي)، حتى الأمم المتحدة، فهو حزب موجود في الساحة اللبنانية، ونجح في إحداث تغيير على الأرض في سوريا بتدخله العسكري وان ما يجري على أرض سوريا يستهدف في الأساس حزب الله، المقاوم الرئيس للهيمنة الصهيونية في المنطقة. وفي تموز 2015 توقع هيكل سقوط النظام السعودي، في حديث له مع جريدة “السفير” اللبنانية، الأمر الذي أدى إلى مهاجمته من قبل الأمير السعودي، خالد آل سعود، متهماً إياه بـ”الحقد على المملكة”. وانتقد عملية “عاصفة الحزم” ضد اليمن، مؤكدا أنها “متسرعة”. وفي حزيران 2015، اعتبر هيكل إن رئيس إقليم كرد العراق منتهي الشرعية مسعود برزاني عرّاب الفتنة الشيعية السنية، فتح باب جهنم على الأكراد في كركوك على خطى صدام في الكويت ونهايته وشيكة.
—
نعى عضو هياة رئاسة مجلس النواب الشيخ د. همامحمودي في بيان، هيكل” الساحة العربية قد فقدت برحيله، قيمة وطنية كبيرة وثراء فكري شامل في عالم السياسة والإعلام والأدب، ان ما تميز به الراحل هيكل صاحب المكانه الصحفية البارزة والمؤلفات الكبيرة، انه كان اسما وعنوانا بارزا في المشهد الإعلامي العربي وصاحب التوجهات الواحدة، الموحدة وغير المتقلبة في المواقف السياسية، ان ذكراه ستظل خالدة لدى الشعب العربي عامة والمصري خاصة”.