أس الـتـوضـيـح :
مبدئيـا لا عـلاقة لـنا بتناحـر أطراف بأطراف معلومة أو مـدسوسة داخل وخارج اتحاد كتاب المغـرب؛ الّذي أسميته ( صنم الكتبة) بـقـدر ما فـكرت في إسهام الدفع بعـدم انهيار القيمة الثقافية والرمزية ؛ فلنكن منطقيين وواقعيين؛ فلم يبق لنا في إطار التحـولات العـولمية؛ سوى الصرح الثقافي ؛ قائـده المثقف ؟ مثقف ليس بالمفاهيم الإيديولوجية العقيمة والتقـليدية ؛ بل بمفاهيم التكنولوجيا الحـديثـة ؛ التي تـفـرض مثقفـا عنكبوتيـا ؛ يـركـز أساسا على تـدبير عقلاني ،مساهما في التفاعل والتواصل والانفتاح عـلى عـوالم الإبحار وفـك رمـوز شـبكة التواصل؛ لتجميعها كـشـريحة افتراضية؛ والتي تتحـول بالتلاقح وتـبادل الأفكار والمعلومات؛ إلى شـريحة فيزيقيـة . وهـذا وقع بين شباب مغاربة وغيرهم؛ لأن الوقائع هي الحكم ؛ وليس تحليل الأمور في صومعة مهجـورة أوغـيرها. فـأس التوضيح ؛ هـل لدينا مثقف مـنطلـقه بـريء ؛ ولا خـلفية لـه ؛ بقدر ما له من حمولة الـهم الثقافي / الإشعـاعي؛ رغـم اللوبيات وبعض الإحباطات: يسعـى جاهـدا محاولة إغناء النـقاش وتوسيع دائرته وإتاحة الفـرص لجميع الأقلام المهتمة للمشاركتـه في بناء صرح ثقافي ؛ لكي نـعـيـد ترتيب ثقافتنا بكل مشاربها الفنية والإبداعـية والفكرية ؛ بصيغـة التحـول كـضرورة ؛ وليس نزوة أو ترفـا ؛ كـون الرهان الثقافي ذاك يتعزز من قـوة المثقفين في صـلب آليات جـمعـوية فـاعـلة ؛ تدفع بالمجتمع نـحـو أفـق أفضـل ؛ طبعا الإخـتلاف ضرورة والصراع حتمي ؛ مـن أجـل البحـث عـن صـيغ للتقارب والتفــاعل الحـق ، لإحـداث نقلة نوعية في مستوى التحـديات ؛ انطـلاقا مـن التحاور والجدل المقـنع والفعال للمرحلة ومـا بعـدها . بدل الخـلاف العـدمي والصراع القـاتل ؛ هنا فـهل فالإشكالية في المثقف الذي له حضوره الرمزي والتأثيري في النسق العام لتحقيق حكامة ثقافية مؤسسة على دمقرطة المجال الثقافي والفكري أم المشكلة في محيط العام الذي يحاول إلغاء رمزية المثقف على حساب السياسي؟ فبنوع من التأمل والهدوء لتحليل نبض ما أقـدمت عـليه ليلي الشافعي من مكاشفة في اعترافاتها تجيب عـن السؤال بالمضمـر ( ؟ )
عـتبـة الاعــترافات :
حقيقة مـا أقـدمت عليه الكاتبة والصحفية : ليلى الشافعي ؛ يـعـد أرضيـة للنقاش الحـاد والجـاد ؛ وإن كان مـن الزاوية العـامة ليس جـديدا حـول : فـضائح اتحاد كتاب المغـرب.لأن هـناك تصريحات وتوضيحات ومكاشفات متعـددة؛ وهي طبعـا متفرقة عبر مراحل وفترات؛ علما أن العـديد لم ينتبه لرسالة رثاء لاتحاد عـبد الدين حمروش- الذي بدوره عضو في المكتب التنفيذي ؛ والتي وزعها على أغلب الصحف والمواقع ؛ قبل الاعترافات التي نحـن بصددها ؛ فنلاحظ إجمالا ما ورد انطلاقا مـن تعليق كـشاهـد ثاني (وفي رسالة معبرة، انبرى الكاتب المغربي عبد الدين حمروش في توجيه كتاب المغرب، تحت عنوان “اتحاد كتاب المغرب مغلق إلى إشعار آخر”، يدين فيه التسيير عير المسؤول والعشوائي لهذه المؤسسة الثقافية العريقة، التي أغلقت أبوابها منذ سبعة أشهر، كما يقول، وغطت في سبات عميق، رغم أنها سبق وأعلنت عن مشروعات طموحة لم تحقق منها إلى الآن ولا واحـداً (….)هـل وصل الاتحاد إلى هـذا الحـد من الاستهتـار بالأجهزة وقراراتها؟ ليطـرح كل عـضو السؤال على نفـسه. هـل في طرح السؤال مُصادرة لحـق من حقوق الرئيس أو غيره من الأعضاء؟ أبلغ من ذلك، ها هـو المَلِك يطرح سؤال الثروة بجرأة اليوم (…) لماذا يُراد لمؤسستنا أن تصير [مُقدسة ] في هــذه المرحلة بالذات، بحـيث لا يناقش أمر من أمور ماليتها أو إدارتها؟ هل يرضى أحـد أن يضيع صوت من أصوات المغرب الثقافية الأصيلة بتاريخ جرأتها وعـقلانيتها؟ هل يرضى أحد أن يُغلَق باب اتحاد الكتاب، مثلما أُغلِقت أبواب الأحزاب، في انتظار اشتعال لهيب الحملة الانتخابية؟ بعبارة مختصرة، يكاد الرئيس يُطبق على اتحاد كتاب المغـرب….)(1) فهاته الرسالة بشكـل أو آخـر تعـزز ما قـدمته ليلى الشافعي كـوثيقة لتجـربتها في المكتب التنفيذي . و لكـن أبرز مكاشفة ما جمعه – عـمر أوكان – في كتابه *الفضيحة : نهاية الكتابة أم نهاية أخـلاق * ومما يؤسف له ؛ أن الكـتاب لم تكن وراءه تحليلات عميقة ومناقشات جادة ؛ بل تم إقباره وشبه محاصرة من تناوله وهم مبدعـين أوثلاث ( لا داعي لذكـر الأسماء) حيث تم اعتقال ( صاحب الكتاب) لما يزيد عـن خمس ساعات بولاية الأمن بالدار البيضاء ، دون أن يتراجع عن حقـه في الاحتجاج و إبداء الرأي؛ ولاسيما أن هناك أحكام قضائية صادرة في حقـه من جهة أخرى و المرفوعة من بعض أعضاء هذا الاتحاد !دونما أن ننسى أن (الإتحاد) في قراره تم توقيفه ؛ لماذا ؟ إنه يقـول بالحـرف: تم توقيفي من قبل اتحاد كتاب المغرب، لأنني طرحت السؤال على رئيس اتحاد كتاب المغرب، حول مدى شرعية منح العضوية لنقيب المحامين، دون أن يكـون كاتبا و جعله رئيسا على فرع مراكش. وأمام هذا السؤال الشرعي، الذي تفرضه أخلاق الكتابة و تدعـو إليه ممارستها لم يجد المكتب المركزي لاتحاد كتاب المغرب جوابا عـنه سوى توقيفي(2)نـفـس المشـهـد الآن مع مقالة – ليلى الشافعي؛ وإحقاقا للحـق؛ تعتبر هاته الاعترافات جـديدة من زاوية صدورها من فـرن ومعمعان – الإتحاد – وليس من خارجه ؛ بمعنى المقالة ( شاهـد عيان) وصورة عاكسة عـن تجربتها داخل الولاية للمكتب التنفيذي للإتحاد ؛ تكشـف علانية عـن الفساد المالي والأخلاقي للعـديد من أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد؟ فـهـذا الكشف يوحي ليس هنالك أعـطاب في جـسد الإتحاد بل هناك أورام في مفاصل الأعـطاب ؛ والتي ساهمت إلى أبعَـد الحـدود في تراجع القيم الإنسانية و السلطة الثقافية و انعـدام تخليق الفعل الثقافي ببلادنا ؛ علما أن الانتساب لعالم الإبداع والأدب يحـرر الفـرد من أي نزعات وسلوكات سلبية ؛ ولكن مما يؤسف له ؛ هنالك مسلكيات وسلوكات ساقطة ؛ وهـذا نتاج تراكم من الهنات والسلبيات والأخطاء القاتلة في جـسد الإتحاد أو بالأحرى في الجسد الثقافي عموما ؟ وما أراه من اعترافات والتي اعتبرتها بعض الألسن أنها فضائح وملف أسود للإتحاد ؛ فإنها لا ترقى لملفات – ويكـليكس – والذي يفهم ما وراء قـصد الكلام سيفهم ؛ رغم أنها لمحت لقضية الناشط الأمازيغي – أحمد عـصيد – واعتقال الصحفي- علي أنزولا – وأشارت بالقول …) باستحالة صعودي رئيسة ؛ بحكم معرفـتي المسبقة باللوبيات السياسية الذكورية المحيطة بي وبالإتحاد (3) فالاعترافات في بعـده الأعـم : انحصرت في ( الجـنس/ المال) أما الإنفراد بالـقرارات الفـردية ؟ فهي ظاهـرة مغــربية بامتياز! ولا داعـي للأمثلة . لأن صانعها البطانة الانتهازية ( باختصار) وفي هـذا الإطار أكـدت فاطمة الزهـراء المرابط “أن الاتحاد يمر بأزمة كبيرة مهما حاولنا التغاضي عن ذلك، أزمة في المواقف والأخلاق والإنتاج الثقافي والأدبي، وعـدم احتضان هموم الكتاب والمثقفين المغاربة”، إذ تؤكد أنه ليس هناك نقاش حول القضايا الراهنة ومستجـدات الساحة الثقافية المغربية والعربية، إضافة إلى غـياب طاقات يمكنها القيام بالدور التنويري بعيدا عن الذاتية التي تؤثر سلبا على تاريخ ومكتسبات هذا الإطار. والدليل على ذلك حـسب الكاتبة المغربية، هو الانسحابات المتكررة من الاتحاد وتجميد بعض العضويات والفضائح التي تثار من حوله من حين لآخـر؛ آخـرها التصريح الذي أدلت به الكاتبة ليلى الشافعي حول مسألة الاخـتلاس داخل الاتحاد (4) إذن ؛ فمن الموقع الذي تمارسه ليلى الشافعي (صحفية ) يحـتم عليها أن تعـري مثل هـذه الظواهـر وأن تجهر بما تـراه غير ملائم سواء لقيمها الأخلاقية أو المبدئية والإيديولوجية أو ما لا يخـدم المجتمع بشكل عام ؛ ولاسيما أن الثقافة ارتبطت بالالتزام في رفع لواء الدفاع عـن الحرية والتصدي لثقافة الخنوع ؛ وبالتالي فالاعترافات هي وجه آخـر للتمـرد/ ثـورة/ ( لـقد كان تمردي عـلى مواقف الإتحاد سببا في تهميشي بـل وإخفاء عـدد من المعـطيات والقرارات عني؛ فـقد كنت داخل المكتب التنفيذي الذي يـعـد موقع يسمح لي الإطلاع على عـدد من القرارات )(5) لنقبل المعـطى؛ ولكـنه يندرج فـيما أشرت – الإنفراد بالقرارات الفردية؟ والتي تشكى منها العـديد في الاتحاد بابتداء من عهد – ع الكريم غـلاب /1967 ! إلى يوم الناس هـذا ! ولنا في الاستقالات من المكتب المركزي خير مثال أبرزها وأغـربها استقالة القاص- محمد الهـرادي – فـحـسب ما ورد في استقالته قوله (….فكل السلطات تتركز في يد الرئيس، ممـا يفرز حوله أجهزة من الاتباع والأزلام ) (6) إلا أن الأساس اعـترافها بكل تلقائية؛ بما تحـس به من تهميش واضطهاد وتهكم ؛ غير منزاحة عن تموقفاتها ؛ ولم تتزحزع عن مبادئها ؛ بحيث هي واضحة مع نفسها ومع الغير؛ وهذا يعود بنا إلى موقفها الصارم من تعـرية – البشير قمري – والذي لم يرد عليها؛ ومن تلك المكاشفة اختفى عن الساحة ؛ إذ أشارت(….تصفية الحساب الأول تبدو من خلال الحديث عن معمر القذافي الذي اتهمت الصحافة المغربية بشير ومن معه بممارسة الارتزاق مع هذا الديكتاتور إبان تقلده الحكم، والثاني يتعلق بشخصي من خلال إبراز جانب بشع لتعاملي مع عبد القادر الشاوي الذي خدمته بنكران ذات كبير خلال مرضه. أستطيع أن أقبل كل شيء، إلا الإحساس بالتجني والحكرة. وهذا بالضبط هو الإحساس الذي انتابني وأنا أشاهد مسرحية ” فـوا أوف ” لنعيمة زيطان(….. ) لكن بشير القمري، الذي حاول مراودتي عن نفسي في سنة 1988، وكان عبد القادر الشاوي آنذاك ما يزال في السجن، والذي حاولت التهرب منه بطريقة دبلوماسية، بقي يكـن لي الضغـينة، رغم أنني كنت دائما أواجهها بالابتسام والمجاملة وكثير من التسامح. شخـصيا لا أحمل أية ضغينة على أحد، وأعتبر مسرحية “فوا أوف”، من حيث الإخراج والتشخيص والتأليف الموسيقي مسرحية ناجحة بامتياز، لكن النص رديء. ولم يسيء النص للثنائي عبد القادر الشاوي وليلى الشافعي فقط، بل لمرحلة بأكملها، برموزها وتضحياتها الجسام. كما أنها أساءت إلى – الربيع الديمقراطي- (….) لم أكن أعرف أن الحقارة قد تصل بالشخص إلى درجة تزوير التاريخ من أجل أهـداف ذاتية تافهة ووضيعة (7) فالقصد من إثارة هاته القضية ؛ بأن الأخت – ليلى الشافعي- منسجمة مع ذاتها ؛ وهـذا الإنسجام هـو سبب معاناتها مع الآخر – الحـربائي / التمساحـي / الثعلبي/…/ وإن كانت تغيب عنها بعض الخيوط والملابسات التي أحيطت بالإتحاد منذ انخراطها فيه 1992 فإشارتها السابقة عن المراودة ؛ تثيرها هاته المرة عـن – ع الرحيم العلام – (أنها تعرضت لمجموعة من المضـايقـات حيث كانت عـرضة للتحـرش من طرف عبد الرحيم علام رئيس اتحاد كتاب المغرب مضيفة ” علام طلب مني نديرو عـلاقة ورفضت “…) ( 8) فـهل المراودة هي حالة أم ظاهرة في سلوك[المثقف] ربما ؟ وربما الشكـوك ستحـوم حـول هاته الإشكالية ( التحـرش) ؟ ولكن بما أن بعضا من عـلمائنا وفقهائنا ووعـاظنا …. ضبطوا في أوضاع مريبة ؛ وتفجرت حـول بعضهم ملـفات جـنسية صرفـة المفعول .فلا يسع للمرء إلا أن يتساءل: هـل نعـيش مراهـقة متأخرة ؛ تحمل كـبتها الجـنسي ؛ بمعـزل عـن الكبت السياسي والإقتصادي ولا…؟ حقيقة نـعـيش واقـعـا ملتبسا ؛ وأكثر التباساته ؛هذا التحول في القيم و المواقف و السلوكات والتي بالكاد يـحتاج إلى تحليل عميق لرصد البنيات المتحكمة فيه و انعكاساته على المستقبل؛ وهذا أمـر موكول لكل المثقفين؛ الذين يتوفرون على ذرة من الكبرياء وعـزة النفس ؛ ونزعة من الغيرة الإنسانية ؛ فالمثقف الذي لا يحـترم نفـسـه ولايـقدرها ؛ فمن الطبيعي أنه كـائن عديم النفع حتى في مجاله الثقافي ! ففي هـذا السياق ؛ هل فـعلا الكاتبة والصحفية : ليلي الشافعي قامت باختلاق الأكاذيب وتلفيق التهم والإشاعات الباطلة في حق أعضاء (كتاب المغــرب) ؟ مـا أعـقد أنها غامرت باعترافاتها أوسعت للانتحار الرمزي بتعريتها وكـشف ما عاشتـه ورأته من سلوكات ومسلكيات أعـضائه ؟ فـذكر الوقائع المرفوقة بالأسماء ؛ وما أكثر الأسماء التي ذكرتها في عدة حالات وممارسات؛ تفــند اختلاق الأكاذيب وتلفيق التهم والإشاعات الباطلة ؛ لأنه لحد الآن ما استطاع ممن ذكرت أسماؤهم الرد عليها أو دحض ادعاءاتها ؛ أو كشف جوانب خفية لليلى الشافعي كما هي أشارت هي بالحرف (… لكنه لم يرعوِ وبادرها بكل صفاقة: “هذا لا يمنع، خطيبك يبقى في الصين، وأنا في المغرب، ويمكن أن تكوني مع الاثنين” كما أنه كان مثل شهريار وسط حريمه، يحضن في الحافلة فاطمة الزهراء بنيس بذراعه اليمنى ووداد بنموسى بذراعه اليسرى بينما يظل سانشو بانثا المدعو تجاوزا يحيى عمارة، لا يكف، مثل خروف صغير، يردد بكل افتخار عبارة: “نحن معك آ العلام، إيلا رميتي راسك فالبحر نتبعـوك”.) (9) هنا فذكر أربع أسماء دفعة واحدة؛ ولا واحدة دافعت ولو بالافتراء ليس على سمعتها الأخلاقية؛ بل على رصيدها الثقافي ! هنا يتبين لا ثقافة ولا مثقف بل مجرد فقاعات تتوهم أنها في خانة التميز؛ وأقرب صورة كاشفة عما أشرنا إليه ما أشار إليه الكاتب إدريس الصغير (..لأنه شارك في كل مؤتمرات الاتحاد منذ المؤتمر الخامس إلى الآن مؤكدا أن كل شيء داخله مزور مفبرك والشعارات كرتونية مصطنعة وخواء فكري وفني رهيب…. والمؤتمر 19 على الأبواب- كواليس يتم فيها التآمر وصنع التحالفات، إنها مؤامرات تقودها أهداف ذاتية تتعلق بالسفريات والامتيازات التي لا علاقة لها لا بالثقافة ولا بالأدب أوالأنشطة الإشعاعية الكبرى(10) وعلى هذا الأساس العديد ممن انسحب أو وقـع استقالته من الإتحاد نموذج – محمد المساوي- والذي قـدم تصريحا خطيرا عن الصُور الشخصية لرئيس اتحاد كتاب المغرب التي “تؤرخ” لسفرياته عبر أنحاء المعمور، ويوازيها مع حدث مؤلم تمثل في انتحار الشاعر عبد القادر الحاوفي، وكيف أن الإتحاد لم يكلف نفسه حتى إصدار بيان نعي ولا قام بمبادرة تجاه أسرة الشاعر الحاوفي….. بينما نرى اتحاد يغدق الكرم على بعض أعضائه دون غيرهم، ويعمل على طبع اعمالهم والتسويق لها …. إن الإتحاد أصبح منذ حكومة التناوب ملحقة حكومية وأن أغلب الأعضاء يسعون لاحتلال أماكن في هياكل المنظمة ليستفيدوا من السفريات والاكراميات، وهو …. ضرب خطير للثقافة المغربية ولمكانة المبدع الذي يُفترض فيه أن يبقى على مسافة من السلطة (11) فــفي إطار نبش ومحاولة جمع كل التصريحات والتوضيحات والمواقف تجاه ( الاتحاد) فموضوع اعترافات ليلى الشافعي يبقى تذييلا لما توضح في سنوات سابقة ؛ أو كما أشار بسخرية جميلة أحد الإخـوة (….وطبيعي أن تكتب ليلى الشافعي ما كتبته.إنها ليست فضيحة بل خطأ النشأة. وسوء تقدير. وعـدم فهم قديم لنفـسية المبدع…)(12) مـربط الاعترافات : لكن ما هـو خفي في الاعترافات خيط إيديولوجي وهـذا في تقديري وتفسيري وتصوري مربط الاعترافات؛ إذ التركيبة الذهنية لليلى الشافعي ؛ تركيبة يسارية حتى النخاع؛ ومعاناتها في ظل علاقتها بعبد القادر الشاوي؛ ومحاولة الحفاظ على الإرث النضالي؛ كالعديد من المناضلين الحـقيقين وليس المصلحيـين والانتهازين ؛ وليس غريبا أن تقول في نهاية مقالتها(فقد صدحت بالحق إبان سنوات الرصاص وتلقيت ما تلقيت على أيدي السلطات المغربية، كما صدحت به في الدورة الحالية للمكتب التنفيذي للاتحاد وتلقيت ما تلقيت من إهانات من طرف الرئيس وزبانيته، ومع ذلك فلن أكف عن قول الحق والتعبير عن رأيي بكل حرية؛ ولو استدعى الأمر المواجهة عبر المحاكم )(13) وبالتالي فنظرتها للبورجوازية المتعفنة والهجـينة لازالت حاضرة بثـقلها وتتجسد في النظرة الدونية للخليج: وهـذا حق مشروع لكل من له ذرة وعي أو تموقف بسيط ؛ وهـذا يتبين في دفاعها عـن الإتحاد وهجومها على”رابطة الكاتبات المغربيات” متحدثة عن كونها تبحث عن التمويل من الخليج والمؤسسة الملكية بدل البحث عن مؤسسات تمويلية مستقلة، زيادة على أن هذه الرابطة تقدم نفسها كبديل لاتحاد كتاب المغرب في الكثير من الأحيان للكاتبات المغربيات، وهـو ما سيؤزم العمل الثقافي النسائي (14) فهذا الهجوم ليس عدوانيا بل تصحيحيـا ؛ لأنها كانت من ضمن المؤسسات للرابطة؛ ولاسيما أن الرد الذي بادرت به رئيسة الرابطة – عـزيزة احضيه ( في الصحراء تعلمنا الترفع عن الملاسنات وخاصة نحن الآن في مغرب الرهان على المستقبل. تفاجأت كما تفاجأن مؤسسات “رابطة كاتبات المغرب” بتصريح الإعلامية الكبيرة ليلى الشافعي لموقع هسبريس كونها كانت من مؤسسات الرابطة. – (15) تلافت الحديث عن التمويل الخليجي ؛ وهـذا الانزياح عن قول الصدق ؛ يؤكد بأن أمر – التمويل في أكثر من باب أو جهـة – ليس تجـنيا ؛ وهذا نجده بالمضمر في اعـترافات – الشافعي ( حيث لم يعد ينزل من طائرة إلا ليركب أخرى. وأذكر يوم اتصلت به من نادي وزارة العدل للاستشارة في بعض التفاصيل بخصوص الاجتماع الأول للمجلس الإداري، إذ كنت أنا من تكفل باللوجستيك، فأجابني بأنه في مدينة دبي رفقة عبد المجيد شكير، في الوقت الذي كنت أتصوره في مدينة الرباط ) (16) فهاته السفرية لدبي؛ لوح البعض أنها ترتبط بعقد شراكة مع اتحاد كتاب الإمارات ؟ جميل جدا ؛ ولكن البعض اعتبر توقيع اتفاقات الشراكة الفارغة مع المؤسسات الثقافية العربية والدولية، من دون مراعاة لتنفيذها بما يخدم الدينامية الثقافية في بلادنا ؟ فـفي هـذا السياق: ما حـكم هـذا القول في المسألة (لكن انتخاب العلام، المقرّب من السلطة والخليج، أعاد طرح سؤال جوهري حول ما إذا كانت هذه المؤسسة قادرة على أداء دورها باستقلالية تامة عن التعليمات والتوجيهات الفوقية من السلطة السياسية، التي غيّبت صوت الكتاب والمثقفين عن الحراك الاجتماعي والسياسي الذي شهده المغرب ولا يزال.) (17) إذ السؤال أجابت عـنه الاستقالات والانسحابات والبيانات النارية ضد الاتحاد والرسائل المبطنـة ؛ لتصرفات ومسلكيات أعـضائه ؛ وآخـرها ما أقـدمت عـليه – الشافعي – من اعترافات وكـشف ومكاشفة ؛ ولكنها لم تنغمس في مسألة الخليج وعلاقة الاتحاد به أو هـو به ؛ ولكن أوضح صورة تطلق شرارة الحقيقة وتباث الموقف (اتحاد كتاب المغرب كان ضحية سوء تدبير، وغياب رؤية تستوعب التحولات التي شهدها المغرب مع دخول المعارضة السابقة إلى الحكومة. الذين دبروا المرحلة السابقة، لم يستطيعوا إحداث نقلة نوعية في مستوى تحدياتها، لم يستطيعوا تحويل الاتحاد إلى مؤسسة تعتمد تدبيرا عقلانيا وحديثا، بل زجوا به في صراعات سياسية لا تعنيه أصلا وفي حرب مواقع، واستعملوه مطية للحصول على امتيازات، وعقدوا باسمه شراكات مشبوهة مع جهات خليجية رسمية…. الشرط الوحيد الذي كان عندي هو ألا ينشر كتابي بتعاون مع أي جهة خليجية رسمية، كما دأب المكتب السابق على فعله، وقـد قبل شرطي )(18)فكما أشرت في البداية ؛ فالموضوع يحتاج لنقاش جاد وفعال ؛ لأن هنالك حقائق ومعطيات شوهت الجسـد الثقافي؛ ووضعت (المثقف) في موضع محط جدا ؛ فالآن وسائل التواصل لها قوتها الكاشفة عن أي ملف أو سلوك خفي ؛ فعلى سبيل المثال مواقع المنطقة الشمالية؛ تعج بعدة معطيات تجاه بيت الصحافة بطنجة ؛ مسألة إقدام تلك الشاعرة (…)على إحراق نفسها مثبتة ؛ والثابت أننا في مهب الريح ؟ فالدعاوي التي رفعت في حق [عمر أوكان] ويقال أن رئيس اتحاد كتاب المغرب ، رفع يوم الجمعة 27 أكتوبر 2017، شكاية أمام النيابة العامة لدى المحكمة الابتدائية بالرباط ضد كل من ليلى الشافعي ومدير نشر الموقع الإلكتروني “الأول”، وذلك على إثر المقال الذي نشره هـذا الأخير بتاريخ 18 أكتوبر 2017، بتوقيع صاحبته ليلى الشافعي في الموقع الإلكتروني المذكـور؟ وموقع العمق المغربي؛ الذي نشر بدوره المقال على جزأين وبعنوان مثير جدا؛ هل بدوره سترفع حوله دعوى قضائية؛ وما طرحته في الإحالة هل بدورهم سيقدمون للمحاكمة ؟ فكفى مـن اللجوء للمحاكم ؛ اتركوا ايها الصحفيين والمثقفين المحاكم تنظر في قضايا الفساد والإجرام؛ والإرهاب الذي استفحل ؛ فمن باب الأولى أن تتشكل لجنة من الحكماء؛ إن كان لدينا حكماء للاستماع إلى الكاتبة ليلى الشافعي، وإلى غيرها وإلى الطرف المتضرر؛ بهدوء وروية . ولما لا يكون النقاش في المؤتمر 19 الذي ربما سينظم بطنجة ؛ لأن اعترافاتها تؤكد (أنها وجهت رسالة إلى كل من رئاسة الحكومة والمجلس الأعلى للحسابات ووزارة الاقتصاد والمالية، تطالب فيها بالتحقيق في ما اعتبرته، “التجاوزات والاختلاسات التي تمت داخل الاتحاد، وليحققوا معي أنا أيضا…..) (19) بأن هناك دعوى ودعوى مضادة !! فمن سينتصر[ لا أحـد في النهاية ] وبالتالي هـاهي الثقافة غسيلها ينشر في كل الأمكنة ؛ وهـاهو الذي يعتبر نفسه مبدعا/ أديبا/ شاعرا/ روائيا/ قصصا/ مسرحيا/ زجالا/…/ صورته المشعة انطفأت وأمسى شبحا بين الأروقة ؟؟وباختصار فالاعترافات في إطارها العام؛ ليس تمجيدا ليلى الشافعي أو دفاعا عنها أو موضعتها في مصاف الريادة والزعامة بل لامناص أن يتخذها المؤتمر منطلقا لإعادة النظر في مفهوم المثقف وماهية الاتحاد ؟ الإحــــالات :
1) دخول ثقافي في المغرب عـلى إيقاع الاحتجاج تعليق – سعيدة شريف / ذوات – في 02/09/ 20142) حوار مع عمر اوكان صاحب الكتاب الأسود لاتحاد كتاب للمغرب أجــرت الحـواربشرى شاكـر- في مـجلة فـرح عدد 43 بتـاريخ 17/02/20103) اسمع أيّها الرئيس الصغير (ح1) بقلم ليلى الشافعي العمق المغربي في 18 /10/ 2017 / صورة مصغرة عن تجربتي داخل الولاية الحالية للمكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب4) أزمة اتحاد كتاب المغرب تستفحل مع اقتراب المؤتمر الـ19 تغـطية محمد بن امحمـد العـلوي لجريدة العـرب عـدد10791 في 24/10/20175) اسمع أيّها الرئيس الصغير (ح1) بقلم ليلى الشافعي العمق المغربي في 18 /10/2017 / صورة مصغرة عن تجربتي داخل الولاية الحالية للمكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب6) لننبش في الأرشيف : حـدث هذا في المؤتمر الذي طلب فيه الأشعري ولاية ثالثة ؟؟؟؟7) أنظر – بشير القمري يحول مسرحية – فـوا أوف- إلى – فوا أون- بلعبه غير المتقن على كل الحبال – لليلى الشافعي الحوار المتمدن عدد 3683 بتاريخ 30/03/20128) العلام رئيس اتحاد كتاب المغرب تحـرش بي جريدة 24 – بقلم شيماء الساعيد في 02/11/20179) اسمع أيّها الرئيس الصغير (ح2) بقلم ليلى الشافعي العمق المغربي في 18 /10/2017 / صورة مصغرة عن تجربتي داخل الولاية الحالية للمكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب10) أزمة اتحاد كتاب المغرب تستفحل مع اقتراب المؤتمر الـ19 تغـطية محمد بن امحمـد العـلوي لجريدة العـرب عـدد10791 في 24/10/201711) يتحدث الصحافي محمد المساوي لإذاعة “صوت العرب” المصرية : عن انتحار شاعر وملحقة حكومية اسمها اتحاد كتاب المغرب! بتاريخ 09/09/2014/و شريط الفيديو مثـبت في اليوتوب 12) ردا على ليلى الشافعي وما كتبته عن اتحاد كتاب المغرب! كم حذرت من خطر اجتماع الشعراء وكتاب القصة والروائيين والنقاد في مكان واحد، لكن لا حياة لمن تنادي: حميد زيد في موقــع – كــود – بتاريخ: 2017/10/21 13) اسمع أيّها الرئيس الصغير (ح2) بقلم ليلى الشافعي العمق المغربي في 18 /10/ 2017 / صورة مصغرة عن تجربتي داخل الولاية الحالية للمكتب التنفيذي لاتحاد كتاب14) اتحاد كتاب المغرب لا يزال تنظيما “ذكوريا” حوار مع ليلى الشافعي في موقع هسبريس- أجـراه إسماعيل عــزام بتاريخ 22/09/201215) حوار مع عزيزة احضيه عمرفي مجلتـــك بتاريخ : 23/ 09 /201216) اسمع أيّها الرئيس الصغير (ح1) بقلم ليلى الشافعي العمق المغربي في 18 /10/ 2017 / صورة مصغرة عن تجربتي داخل الولاية الحالية للمكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب17) ) اتحاد كتّاب المغرب في قبضة السلطة بقلم عماد استيتو جريدة الأخبارعـدد1811 في 18/ أيلول /201218) حوار مع جمال بدومة: اتحاد كتاب المغرب عقدوا باسمه شراكات مشبوهة : أجراه أحمد نجيم: “إيلاف ” بتاريخ 04/ 07/200619) اسمع أيّها الرئيس الصغير (ح2) بقلم ليلى الشافعي العمق المغربي في 18 – أكـتوبر 2017 / صورة مصغرة عن تجربتي داخل الولاية الحالية للمكتب التنفيذي لاتحاد كتاب المغرب
—