(وجيــز سيــرة )
بلقيـس خالـد
صحفية وشاعرة
صدر لها:
– امرأة من رمل.. شعر، 2009 دار الينابيع/ دمشق
– بقية شمعة قمري.. هايكو عراقي..2011 دار الينابيع/ دمشق
– سماوات السيسم..شعر..2013 دار ضفاف/ الشارقة
– لديها العديد من المقالات الادبية والصحفية منشورة في صحف ومجلات عراقية وعربية.
– اسست وترأست منتدى اديبات البصرة ضمن اتحاد الادباء والكتاب العراقيين فرع البصرة..2016
الآن وبمناسبة الذكرى الأولى لتأسيس ( منتدى أديبات البصرة ) ، كان لنا شرف الحوار مع الست بلقيس خالد..
* في البدء نريد أن نعرف من أين جاءت فكرة تأسيس ( منتدى أديبات البصرة ) وكيف بدأت شرارة الأنطلاقة الأولى في السعي لتنفيذ هذه الفكرة ؟
– الكلام عن البداية مغوي ..!! لذا سأحاول لجمه بالأختزال، عام 2011 كنت مشاركة في مهرجان عشتار في كلية الترجمة.. الدعوة وصلتني من خلال القاصة الشابة تمارا العطية.. وقتها ادهشني حضور ومشاركة شاعرات شابات طالبات جامعيات. بعد المهرجان جلستُ معهن وأنا اصغي لهن اوجعني غيابهن عن المشهد الثقافي خارج الكلية.. طرحت عليهن سؤالي لماذا لم يحضرن الى الاتحاد.. فكانت الاجابة من بعضهن: نخاف .. كله رجال.!
في مابعد صارت تجمعنا المصادفات في نشاطات ثقافية تقيمها منظمات المجتمع المدني ،أو جامعة البصرة وفي ملتقيات ثقافية كثيرة وكنا نتحدث أنا وبعض المثقفات من سيدات وآنسات طالبات جامعيات وموظفات، بخصوص الأدب واتحاد الأدباء وقد اكتشفتُ ان لدينا في البصرة كاتبات لديهن اصدارات ومخطوطات والبعض لديهن موهبة وبعض المحاولات الأدبية ويتمنين التواصل الادبي والحضور والمشاركات ولكن يحرجهن الحضور بمفردهن الى الاتحاد كنت استمع لهن ولأمنياتهن وطموحهن ويحرق روحي الشعور بالمسؤولية تجاههن.
وقتها راودتني فكرة تأسيس ملتقى او رابطة او أي اسم اخر لحاضنة ثقافية لهذه الاقلام النسوية الشابة..وقد تحدثت مع بعض المنظمات الثقافية او التي لديها اهتمام ثقافي بذلك الخصوص ولكن لم اوفق.. وفي 2015 كنت في انتخابات الادباء والكتّاب العراقيين في بغداد مع الاستاذ علي الامارة وقد تحدثنا عن الانتخابات واقترح علي ان اشارك في الانتخابات وقتها حدثته بفكرتي شجعني هو والاستاذ نبيل جميل وحمّلني الاستاذ نبيل جميل مسؤولية غياب المرأة الاديبة وهو يقول عليك ان تحضري الى الاتحاد و ان تشارك.. كفاكِ صمتا، ذلك لانني كنت قليلة الحضور الى الاتحاد.. وقتها كنا نحن فقط شاعرتين انا والشاعرة ايمان الفحام لدينا هوية العضوية وكان حضورنا خجول جدا.. من هناك انطلقت فكرة التصميم على تأسيس المنتدى ضمن اتحاد الادباء.. وحين شاركت في الانتخابات اعلنت عن ورقة العمل وكانت ورقة بسيطة جدا نشرتها على صفحات الفيسبوك ذكرت فيها تأسيس المنتدى وتأسيس مكتبة داخل الاتحاد ولكنني لم انل ثقة الادباء اذ انني لم اوفق في الانتخابات.. وكان بيني وبين الاستاذ علي الامارة ودكتور سلمان كاصد اتصالات بخصوص الانتخابات والعمل فكلاهما وعدني بموافقته على تأسيس المنتدى ضمن الاتحاد والحمدلله حصلت على موافقة رئيس الاتحاد الدكتور سلمان كاصد.. وهاهو المنتدى يزهو بحضوركن ومشاركاتكن.. فالمرأة المثقفة البصرية موجودة / متوارية فهي عملة نادرة في البصرة التي بزغت منها زهور دكسن ونهال العبيدي وإلهام عبد الكريم وعايدة ياسين وغيرهن…وبأختصار قبل تأسيس منتدى أديبات البصرة، كان اتحاد أدباء البصرة رجوليا بنسبة شبه مطلقة ..ما قمت ُ به شخصيا كان لايحتاج إلاّ حراثة نسوية بسيطة لتفقس البذرة لأن تربة البصرة خصبة وثرة ..وها أنت ترين بعينيك نشاطتكن الثقافية .كما ان أدباء البصرة ليس ضد هذه الخطوة ومن وقف ضدها أو أساء لنفسه أحيانا في أنشطتنا فهو تصرف شخصي إستثنائي وسرعان ما أعتذر الشخص نفسه ..بأختصار الدافع الرئيس بالنسبة لي في تأسيس منتدى أديبات البصرة هو: على المرأة أن تظهر بكامل قيافتها الثقافية الأنيقة وتسهم في الحراك الثقافي فالسماء زرقاء ولا غابة في اتحاد أدباء البصرة والتعاون دؤوب بين الأدباء والأديبات
* مما لا يخفى على احد ان كل فكرة جديدة تواجه عقبات عديدة ، ماهي أصعب ما واجهته ” بلقيس خالد ” في تأسيس هذا المنتدى وتحويل ذلك الحلم الى واقع ؟
– العقبات التي واجهت مشروعي هذا ..توارت الآن في المتحف والحلم حقيقة ملموسة وقاماتكن مسموتة خلف المنصة وعلى الكراسي ..لنترك النسيان في نسيانه ونسعى نحو مشاريع ثقافية تنتظرنا.
* ماذا لو أن الفكرة مطروحة من قبل – رجـل – هل سيواجه صعوبات كتلك التي واجهنها أعضاء منتدى الأديبات ؟!
– لنترك (لو) في حيزها اللغوي فقد شلتها مبادرتي ومآزرة رئيس اتحاد الادباء الدكتور الناقد سلمان كاصد والهيئة الادارية والزميلات والزملاء ومساندة الادباء البصريين : ملاّك الأرث الثقافي العميق والقامات البصرية الشامخة.
* هناك من رفض فكرة التأسيس بحجة أنها مدعاة للأستقلال والتفرد النسوي عن الأتحاد ، ما ردكم حيال هذه المسألة ؟
– ثمة لبس في هذا الاستقراء الرجولي الذي تصور المنتدى قفص ومصدات بين الرجال / النساء ..لكن تحقيق المنتدى هو الأجابة المتزنة على ذلك .
* بكل صراحة هل وجدتِ أن الأديبة البصرية تعاني من التهميش الأدبي والأعلامي فأقتضى تأسيس منتدى يهتم بنتاجها لتسليط الضوء على أبداعها ؟
– التهميش تصنيع محلي : على المبدعة أن تكدح وتسعى وترتقي سلالم تجربتها وستصل .اما تأسيس المنتدى فقد ذكرت لك اسبابه ولا يعني ذلك تهميش بقدر ماهو غياب المرأة البصرية المثقفة.. وهي الان حاضرة ومشاركة في الحراك الثقافي وعليها ان تسير متكئة على قلمها. اما الاعلام فأحيانا الاعلام نَفخَ في بالونات وأطلقها نحو السماء ولم تعد لحد الآن ..لستُ ضد الاعلام ..لكن علينا أن نستعمله استعملنا للملح في الطعام.
* لنخرج من دائرة العقبات وصعوباتها ولننظر الى ما اصبح عليه الآن هذا الصرح ، كيف تجدين مدى نجاح المنتدى بأمسياته وجلساته ؟ وهل أضاف المنتدى اليوم شيئاً جديداً للأتحاد بشكل خاص ؟
– أضاف الأهم والضروري للثقافة في البصرة ، وهو حضور ومشاركة المرأة المبدعة في انشطة الاتحاد الاسبوعية ومهرجاناته ، ومن خلال انشطة المنتدى اصبحت المرأة البصرية تستقبل الادباء وتدعوهم للمشاركة في أماسي الأربعاء وهذا الجهد النسوي ليس بالقليل ابتداء بلوكو المنتدى ومرور بأحتفالاتنا ومسابقة محمود عبد الوهاب للقصة القصيرة والقادم الجديد أفضل وأجمل ….
* ” بلقيـس خالـد ” كيف ترى الغد لأكمال مسيرة المنتدى وتثبيت قاعدة له على مدى الأجيال القادمة ؟
– أجمل مافي الأدب أنه يتمرد على القواعد كلها ليؤسس قاعدة جديدة ثم يتجاوزها او يخربها ويؤسس غيرها. وهكذا هي الحياة برمتها أيضا. ما يطمئنني على مستقبل الاجيال القادمة هو ان منتدى اديبات البصرة جزء من اتحاد الادباء والكتاب في البصرة وهو مؤسسة ثقافية موّثقة وراسخة
* تحقيقاً لأنتشار أوسع ، هل ستخرج جلسات وأمسيات الأديبات على أرض بعيدة عن البصرة على عموم محافظات أخرى ؟
– المنتدى لاينتسب للحجر الصحي ولايحتاج تأشيرة سفر وكل الطرق تؤدي إلى البصرة والبصرة تصل إلى كل مكان بوزنها الذهب في كل تنويعات الأبداع.
وقد سبق وشاركن بعض اديباتنا في ملتقى ثقافي في بغداد، ومع عامنا الجديد وصلتنا دعوة من ادباء ميسان لاقامة اصبوحة شعرية خاصة باديبأت البصرة.. ولتوثيق ستكون هذه خطوتنا الأولى خارج المحافظة في عامنا الجديد ان شاء الله.
* على الصعيد الشخصي للشاعرة والأديبة ” بلقيس خالد ” ماذا ينتظرنا في الأيام القادمة من نتاجاتها الأدبيـة ؟
– كل ماهو جديد في الإبداع على مستوى الشعر والسرد وستحصلين على نسختك بتوقيعي قريبا ان شاء الله..
* ما الرابط المشترك ما بين حياة ” بلقيس خالد ” الشخصية وبين حياتها العملية كرئيسة منتدى بأكمله ؟
– لي عزلتي التي لا أود مغادرتها فهي حاميتي وملهمتي في الكتابة ، أكرّس وقتي لمشاريعي الخاصة في حقول الثقافة والاعلام وهناك المنتدى التي أوليه كل الرعاية الثقافية التي تليق بطموحاتكن التي تسعدني دائما.
* كلمة أخيرة تحب أن توجهها رئيسة المنتدى الى القراء ؟
– دائما كن أنت ، لاتكن سواك
*الحوار منشور في العدد الثالث من مجلة الفراهيدي/ 2017
—