في القاهرة صدر للشاعر العراقي سامي العامري كتابان قصصيان , الأول بعنوان : حديث مع ربة الشفاء .عن مركز الحضارة العربية , والكتاب جاء في 120 صفحة من القطع المتوسط , والغلاف للفنانة اللبنانية ماجدة نصر الدين .
وقد جاءت كلمة الغلاف الأخير لكتاب ربة الشفاء مقتطفاً من حوار أجرته مع المؤلف د. فضيلة عرفات وهو التالي :
لماذا ربة الشفاء وليس غير ذلك ؟
– إذا كانت علتي غير أرضية فأطبائي غير أرضيين بالضرورة !
الكتاب جاء وأنا في أتون صدمة عاطفية وشعور بالأسى وتارةً بعبث الحياة فقد ترجلتْ كلُّ أسئلة الحياة قديمها وجديدها واعتاشت على خلايا فكري ومكنونات وجداني وقاسمتني الفراش مثلما الأرصفة حتى دخلتُ المستشفى طالباً استراحة لا استشارة كما عبَّرتُ في قصيدة : من أثدائي أُرضِعُ الوحوش … وهذا الكتاب مُهدى لريتا وهو بدأ بوحيٍ من وقع غيابها ثم اتسعَ في محاولة لاحتواء كل عناصر حياتي بقلقها وإحباطاتها وبساطتها ومصادفاتها وغرائبية العالم ومحاولاتي لمحاصرة أسئلتهِ بدءاً من لب قضايا الوجود حتى لحاء العدم ! قلتُ لحاء العدم لأني لا ألمس في العدم جوهراً وإذا وجد البعض فيه جوهراً فهذا ما حطت عنده سفائنهم أما بالنسبة لفطرات الشاعر فحتى الموت وجود وتكامل أو تحوّل .
———–
من حوار مع المؤلف .
د. فضيلة عرفات
——————————
أما الإصدار القصصي الثاني ( النهر الأول قبل الميلاد )
فقد جاء في 112 صفحة من القطع المتوسط، ولوحة الغلاف للفنان العراقي أحمد الشرع
وقدم الناشر خليل الجيزاوي الكتاب بكلمة نقدية على الغلاف الأخير قائلاً :
في كتاب ( النهر الأول قبل الميلاد ) يمزج الشاعر العراقي سامي العامري بين القصة والشعر، فهو يحتفي دومًا بالتجريب مستفيدًا من التاريخ ومن الثقافة الإنسانية, ففي السرد نقرأ التالي سقطتْ تفاحةٌ على رأس نيوتن فاكتشفَ قانون الجاذبية الذي يُعَدُّ مِن أهم ركائز العلوم الحديثة, تُرى كم من أطنان الطابوق والحجر سقطتْ على رؤوسنا في هذه الدنيا ولم نكتشف قانونًا إلاّ اللهُمّ قانون الرجم والتكفير..؟!
فعلَّقَ ضاحكًا بائعُ الدخان :
كلامك هذا لذيذٌ بل له نكهة المُدام الخَنْدَريس !
وأضاف : ويقولون : إنك لا تعبر النهر مرتين .
ولكنهم لم يفكروا فيما إذا كنّا نجيد العَوم أصلاً !
ثم في الشعر :
فرفعتُ نخبَكَ قائلاً: أفديكْ !
لا تُبْقِهِ في الكأسِ لا ,
لا تُبقِهِ في الأسرِ !
إني بالأناملِ ذقتُ نكهتَهُ
فَحَنَّ فمي وجُنّ دمي
وما من حاجةٍ لامستُها
إلاّ غدتْ عَبَقًا
وهذا كلُّهُ حَسَناتُ حُبِّكَ يا مَليكْ !