ابْيضَّت عُيونُ تلكَ الجُمجُمَةِ الكرِيسْتاليةِ
حينَ هوَت حَضَارةُ الأتلَنتِيس
تدَفقَ العَقيقُ
فِي أدرَاجِ الممرّاتِ المُدلهمةِ
حتّى قدم المشْرِبياتِ
الرُخامِيَّة
**** **** **** **** ****
القِبابُ والدَهالِيزِ
تتلُو السُقوط بغُنَّةِ المُتهالكِ…
وطنينُ الذُباب سَفرٌ للأبدِ
الأبدُ كوَّة بِظلامِ العيُون يَحُدُّه التّعبُ..
التَّعبُ طِفلٌ مُشاكِسٌ لا يهدَأ بخَدشُ وجه الرِّيحِ
الرّيحُ لا تجرِي هنَا
الرّيحُ
تَحبُو لتسْرقَ قشْعة من سُيوفنا
لِسبْكِ القِلادَة …
**** **** **** **** ****
الملوكُ لا تموتُ عارِية الصَّدرِ
تضْجرُ مِن الغِيابِ
لا تدُسُّ الوصَايا تحتَ المِسندةِ…
المُلوكُ لا تقرَأ المكتُوب
في كفها
لا فِي عَظمةِ الكَتفِ
بل فِي عُيون هُدهدة تنْقادُ لِلركُوعِ …
هم يرْحلُونَ عَلَى مَضضٍ
ولا يضعُونَ البُشْرَى علَى المُقدَّساتِ
هُم فقَطْ يُروِّعونَ الفَراغَ بالذهبِ …
ويطوِّحُونَ بِمُناهُم خَلفَ مَا لا يُرَى…
هُنيهاتٍ قبلَ الرَّحيلِ …
**** **** **** **** ****
كُن يا صَاحبِي خَريفًا …
كَابوسًا ..
.كُنْ أقصَى الحزْن بالالْوانِ,…
سَرابًا لا يُوقفهُ إلَّا الماءُ وينهيهِ اللَّمعانُ..
. ظِلَّ موجةٍ لا تعترفُ بالعُمقِ .
أفقا قاتمًا يُغرِي بالأفُولِ…
كنْ مَا شِئتَ ومَا لا تَشَاءُ
كُن سُوبرْمَانا أقوَى مِن القدَرِ
فالملوكُ تنهارُ أمام قدمِ الموتِ
ترْكعُ
تتعثرُ بينَ أنانية الأنَا
وبَينَ سُخطِ الانفِعالِ ….
كنْ فِي زَمانكَ مبْرَدًا حَاميًا قبلَ فَواتِ الأوَانِ
كُن حِرْباءًا فِي الجَبلِ
كُن مِسْمارًا هِنديًا ينْفدُ الاسْمنتَ والحَجر
كن لَولبًا ودُرْ فِي الاتجاهِ الاخر…
كن مغْناطِيسيًا تَجدِبُ الأشياءَ إليكَ
ولَا تنْجَدِبْ أنتَ لهَا
كن يا صاحبي
ماءًا…
..نارًا…
ذمارًا ..
كنْ مَا شِئتَ ومَا لا تَشَاءُ
**** **** **** **** ****
الخَريفُ جَاثُومُ المُلوكِ يُخلي أعشاشَهم
يُلقِي سَتائِرَهُم فِي أحْواضِ الدِّماءِ
ويجْعلُ الباحَة رَمادًا لتمرُّغِ العِرضِ
الخَريفُ ورْطة تقْتسمُ وطُولِ الأمَدِ نسبِ الهذيانِ
الخَريفُ مِعْولٌ ينقرُ شَجرَة الدِفلَى
وينْبطحُ مُغرَمًا بشَوكَة الخُرْفِيش( شوكة الجبل)
الخَرِيفُ يُنهِي زَمَنهُ عَارِياً
يرْشِقُ المَوْجَ بالحِجارَة……
ويُعانقُ لَقالِقَ الْمدِينةِ فِي خَرَابِها….
فَيتَغيَّمُ فِي السَّماءِ
**** **** **** **** ****
الموَاويلُ لا تُشعلُ قَنديلاً
فِي طَريقك للقبرِ …
ولا تُنبتُ ورَاءكَ صُبَّارًا للمُعجِزاتِ .
ومُنذُ متَى هُم يُشبهُوننَا فِي التَّغرِيدِ….؟
ومنذُ متَّى ونحْنُ الكُحلَ فِي عُيونِهم ؟
الجَماجِمُ لا تُصلبها الأصْواتُ الخَرساءُ
ولا ترْعشُها شَتائِم الرُّعاةِ
المَواويلُ لا تُمتحُ الأغنيات من تُرابِ الأصلِ
المَواويلُ فرّة فِي سَماءٍ غيرَ السّماءِ
فَيُمناكَ علَى قلْبكَ صاحبي
فالملُوكُ
تصْمتُ
طَوِيلاً
**** **** **** **** ****
ابْيضَّت عُيونُ تلكَ الجُمجُمَةِ الكريستالية
حينَ هوَت حَضَارةُ الأتلَنتِيس
إنها
الأميرة هايدجَرْمارْ تشُكُّ فِي مُجوهرَاتها…
تغارُ من كلابها …
مِن دُمى بَارْبِي بقُرْبِها
تشْتهِي تمَاشِي الغَيْدَاءِ قبلَ الكَرَى
فِي
المُنتزهَاتِ
الخصوصية…
تجفلُ منْ اكْسِيسْوارَاتِهَا الجَامِدة ِ
في أرْمْوَارَاتْ الخَشبِ
تَنزَعجُ مِن الأسْماءِ ..
منَ الأصْواتِ…
فتنفثُ تُرابَ الأرضِ
تنخَدعُ بالظلالِ….
بالسَّرَابِ …
واهِمة واهِنة…
**** **** **** **** ****
اللَّعنةُ قادِمة منْ ترابِ الأرْصِفة
مِن المَقابرِ المُجاورَة
من شَاشِيةِ الجبلِ المُترَّب…
من أحْذيةِ العسَاكرِ الفلزيّةِ
من أفْواهِ صَعاليكِ الخَميرِ الحُمرِ …
.فكلمَّا نطَّ فِي جَنبَاتِهمْ غاوٍ
تَعالتْ زَغرُودَة النّساءِ من حيِّزٍ مَا
وَنامَ النيَّامُ
السَّاعاتُ تعيدُ مجَراها للرّمل..
وتعلنُ مِيلادَ زَمنٍ غيْر الزمن ِ…
الوَقتُ
مُجردَ
برُوتوكُول
تضَمنتهُ الألفةِ لمَسْحِ المَللِ
وتَلتهِمُ ظلالَ المَوجاتِ الرَّاسِياتِ علَى آهَاتِ الَّليلِ
.بِبيانَات نَظيرهَا مِيقاتٌ لا تُوحِدُهُ الَّلحْظةُ
ساعاتٌ في أيادٍ تُسبِّحُ بالجمْر
**** **** **** **** ****
الصَّخرةُ البيضاء
التِّي تيمَّمت فوقها الطيُّور
جَرّها رُضابُ الحلزُونِ إلى الانقِراضِ
**** **** **** **** ****
الآنَ وجهٌ مؤقت لرّيح آتية من عَفنٍ …
الآتِي مُكبَّلٌ بخَطايا عينٍ جَاحِظة
شَمَّت غيمَ السَّماءِ عَاقرًا
فضَمَّتْ دمُوعهَا لِرَائِحةِ المَوتِ..
تآكلُ خَشبَ المِحْرَابِ…
**** **** **** **** ****
وعَقربُ البوصَلةِ يدُلنا علَى شَمالٍ
تَسخرُ الخَرائِطُ منْ شِتائهِ
وتلكَ الثُرياتِ التِّي تفصِلُنا عنِ الشَّيطانِ
ظلَّتْ فِي عَماهَا سَادِرة
**** **** **** **** ****
وهَذا الجَامُورُ ينْحنِي لغُرُوبٍ باهِتٍ
موَاسِمُ الصَّلاةِ بارِدَة ً
وتَهشَّم َخاتَم ُالإمبرَاطور رَمادَا
فِي عِزَّة المَوالِي وَقَداسَةِ الأحْبارِ وَجَلالِ أهلِ الدَّارِ
ذاب تاجُ الأجدادِ على صَلعتهِ المُمَجَّدَة
ذُهولٌ ودّهْشٌ واسْتغْرابٌ
كيفَ للقِديسةِ فُوسْتِين أن ترْعَى الخَبَر
بالخِيانة والتزْويرِ..؟
**** **** **** **** ****
فِي قلعَةِ الأمَراءِ
الآثارُ والحَفرِياتُ للاكْسبِّرتِيزْ
الطوَارِئ بالقصرِ حَالاتٌ
بالغَابةِ
بِباحَاتِ الانتظارِ
انْهِيارُ الكَوادرِ والدّوسُ على النياشِين
اهتَزَازُ القُلوبُ من مَرْقدِها
النَّوبةُ على أشُدِّها..
.شِيلانُ الثَّوبة مَزقتْها الأيادِي المَرْعُوشَة
ويْلاتٌ بأصواتٍ مَخنُوقَة
وغَصّاة بالبكاءِ تحْفرُ العَينِ
المَرْمياتُ ترْسُمنَ الوجَع…
خُفرَاءُ بالحديد والبارُود الّادُخانِيّ
ومتفجرات النّيترسليورْ.
.كِلابٌ ضارِيةٌ علَى النَّهشِ
رُؤوس مفصُولة عن أجسادِها…
أنا منْ يقفُ بحَافةِ وادِي مارِينير
أصلِّي للّغيابِ للدَّمِ الهَارِبِ مِنْ شَلالاتِ الجُثثِ
**** **** **** **** ****
أنا يَا صَاحبِي منْ سَيجْمعُ العقِيقَ
واجعلها قلادة للأزلِ
لِتظلَ المُلوكُ باسِمة
**** **** **** **** ****
مونتبوليي/فرنسا