شيوعيٌ غرائبي من طراز خاص إذ أنه غارقٌ في الإيمان والتديّن لكنه يقرأ للبيركامو وبرتراند راسل وماركس عازفا على التقليد السائد مرةً وأخرى يذهب بعيدا الى الديالكتيك . علي الشريف إعتقل ست سنوات لشيوعيته في زمن عبدالناصر وحينما خرج من السجن اختاره المخرج الشيوعي أيضا يوسف شاهين في فيلم الأرض لخشونة صوته وضخامة جسمه ليمثل دور(دياب) في فلم الأرض الشهير مع محمود المليجي وغيرهم من النجوم اللامعة وهولايزال طالبا في كلية الهندسة التي تركها وعمل في التجارة لكي يتفرغ للعمل الحزبي.وما ان انتهى من اللقطة الأولى حتى سأله الممثلون عن سنة تخرجه من معهد التمثيل واستغربوا حين علموا أنها المرة الأولى التي يمثل فيها كمحترف لكنه في السجن كان مع زملائه يعملون مسرحيات وطنية بسيطة. سأله أحد الصحفيين : كيف لدياب الفلاح الغلبان ترك الهندسة ليتفرغ للعمل السياسي وأنشطة الحزب، ثم يقول الصحفي سألته: أي حزب كان؟ فردّ عليّ قائلاً: الحزب الشيوعي المصري طبعا (شفت بقى! أنا أبقى أول شيعي شيوعي في الدنيا، وانطلق في الضحك بصوته الجهوري). ويروي علي الشريف عن شخص معتقل معه بتهمة المعادات للوجود السوفيتي في مصر، فيقول كان يمشي في باحة السجن ويقول ( الله يخربيتكْ ياسوفييت ويخربيت أمك ، خربتِ بيتي يا إبن الكلب ( فهو كان فاكر ان السوفييت كان بني آدم زينا ) وظل في السجن ثلاث سنوات وهو ميعرفش إيه تعني سوفييت ، ثم يردف علي الشريف ويقول : آه ياولاد على الظلم آه.هكذا هي السجون في أوطاننا ولازالت تمتليء بأبنائها، لكنّ التغيير قادم لامحال حسب الديالكتيك العام وديالكتيك هذا الرجل المنفرد بغرائبيته الشيوعية. توفي في عام 1987وعند إحتضاره قال كلمات غيبية مثيرة للجدل حسب رواية زوجته بذلك.وبهذا يؤطرعزفه المنفرد في حياته النضالية الشيوعية والروحية التي تشبّع بها حد الإرتواء حتى مصيره المحتوم وهو متلفعاً بين المادية والمثالية .وآه لو يعرف وهو في ثراه أنّ المعادات للسوفيت لازالت متمثلة بروسيا رغم انها خرجت من الشيوعية ومابقي منها الرئيس( فلاديمير بوتين) المخابراتي أنذاك وإبن الطباخ الرئيسي لجوزيف ستالين .
—–
هاتف بشبوش/شاعر وناقد عراقي