ناحية السيبة كانت تفتقر الى متوسطة او ثانوية لغاية العام 63 ففتحت فيها متوسطة مختلطة واختير لها بناية المستوصف القديم فتكونت المدرسة من ثلاثة شعب الاول والثاني والصف الثالث ونسب لها مدير اسمه عدنان هو الوحيد الذي كان مؤهلاً اي يحمل شهادة جامعية اما المحاضرون كانوا معلمين من المدارس الابتدائية .
كان هذا في العام الدراسي 1963\ 1964 بما ان البناية اشبه ببيت كبير غير قابل للتوسع الذي سيحصل مستقبلا .اذ باشرت الادارة المحلية ببناء مدرسة لان الادارة المحلية كانت معنية ببناء المدارس وكان موقع البناية غرب بناية الناحية على الشارع العام على ضقة نهر السيبة . استلم المقاول العمل فيها واكمل بناءها عام 1965شغلتها متوسطة السيبة . حين باشرنا بالدوام منعتنا الادارة من النزول الى ساحة المدرسة الترابية بناءً على توجيهات المقاول لحين تسلّم المدرسة رسميا من قبل الإدارة المحلية . وقتها كان المهندس المقيم والمشرف على المشاريع هنديا من السيخ اعتقد كان يسمى مستر سنك ، جاء الى المدرسة ليتم استلام البناية فاخذ جولة في المدرسة في كل مرافقها وحين وصل الى الساحة كنا واقفين على الممرات الاسمنتية فسأل المهندس مدير المدرسة لماذا لم تطأها اقدام الطلاب اجابه المدير بان المقاول طلب منا ذلك لحين تسلمها من قبلكم ، انزعج المهندس وقال للمقاول استلم المدرسة بعد شهر وطلب من الطلاب ان يستخدموا الساحة اثناء الفرص ودروس الرياضة .بعدها دسنا على التراب لعبا ومشيا ورياضة لمدة شهر كامل : كانت المفاجئة ان التراب “الدفان” نزل عن الممرات نصف متر مما اضطر المقاول ان يُدفن الساحة باكثر من 30 لوريا من التراب ، وقتها وافق المهندس ووقع اوراق الاستلام وسلمها للمقاول هكذا كان الحرص. تعالوا الآن ان المقاول يأتي الى الشركة ويوقع ويستلم والمقسوم ويمشي دون ان يعرف حتى موقع العمل .رحم الله زمان الإخلاص والوطنية والنزاهة .