ظل منزويا خلف بحر الظلمات؛ يلعب حلا حلا؛ ناعس الطرف يتحسس طريقه في عتمة الليل؛ حين ضربته الشمس استفاق؛ في بلاد المن والسلوى شفاء له من برودة العجز!
جاء بحيل تفوق الحصر:
بنات ذوات خصر؛ وراجمات لهب؛ ومواعيد عرقوب؛ ألم أقل لكم إنه ساحر!
هرولت نحوه الحواة؛ في زمن صارت السيوف من خشب؛ برزت أنيابه في ثياب الواعظينا!
عند زاوية كفر المنسي أبو قتب تجلس امرأة زغبية؛ تضع إحدى وعشرين بيضة؛ عدا خنزوب اللئيم على البيضة الثانية والعشرين؛ سمنت رقبته؛ عاد ماء الحياة إلى ظهره؛ استقدم جو الساحر؛ ليلتهم سلة بيض الزغبية! ماست ذات خصر بين يدي رجال الكفر؛ جو ينتشي طربا؛ يتلاعب في الأرصدة؛ يبتاع منه الجوعى حبوبا حمراء؛، وعلب حلوى شعر البنلت، ينامون تحت أقدامه، وحين تضرب شمس الظهيرة وجوههم يدخلون المغارة! انكسرت بيضة واثنتان؛ خرجت ثعابين من جحور شتى؛ هذا ايجريجي وآخر طلياني وثالث دب روسي؛ تجري الزغبية في الكفر تنادي! يقهقه وقد انتفخت رقبته؛ جلا جلا؛ في مغارة كفرنا تسكن حيات ذات أجراس! بهلول طويل يشبه نخلة عم سلمان؛ بعينيه حول؛ أنيابه مغموسة في لحم حمل وديع؛ يتوسل إلى جو الساحر أن يهبه البيضة الكبيرة؛ فيها عسل؛ زمرد ومرجان وياقوت؛ يشتهي أن يصنع منها تاجا؛ ينصحه عبدالجليل جامع العظم والهرابيد؛ أن يقدم هديه لخنزوب اللئيم! في كفر المنسي أبوقتب يحرس الديك ذو العرف الأحمر كنز أرض الكوم! وشوش الولد بهلول الماكر في أذن خنزوب؛ سيذبح له أبو الديوك؛ ساعتها تنفتح الحفرة التي بها الكنز؛ يكفي الولد بهلول أن يضع تاج البيضة الكبيرة – ولو من صفيح-فوق رأسه! ضرب جو الودع؛ راقص الحجر؛ تاه يتامى الكفر في دروبه؛ بهلول ينتشي طربا؛ ذبح جمال الكفر؛ شوى لحمها وكسر عظمها؛ فهل بعد يجرؤ أحد من الذين كتب عليهم أن يعيشوا في سلة الزغبية أن يفتح فمه؟
في غير توقع فقست البيضة الثانية والعشرون؛ خرجت منها طيور زغب الحواصل؛ كان أبي يقول:العيال تقاوي الدار؛ ملأت كل مكان؛ هذه هند وتلك شيرين وآخر عمر وأخوه حمدان وابن عمه حسام؛ كلما درجوا في حارات كفر المنسي أبو قتب اغتم جو الساحر؛ يلطم خنزوب وجهه؛ فامرأته بيت ولدها ضامر!