* (توفى هادي العلوي بدمشق ودفن فيها 29/09/1998)
اما ما هو متصل عن السؤال السابق٬ في: ما هو المنهج المعتمد في رؤيته التطبيقية؟ نستدل بالجواب إليه:
لا يشكل المنهج المعتمد لـ”صاحبنا” ثقافة الفضيلة استثناء في كتاب دون آخر٬ فهو نفس المنهج الحاضر في كل كتاباته٬ ويتمثل في المنهج الدلالي الإشكالي. وبموجبه يراعي؛
ـ إشارات نشؤ الإشكاليات وطريقة تيسير حلها بواسطة تصنيف التنوع الدلال؛٬ حدوثا٬ تحريك صعوبات لأسماء؛ أختيار مشتقات أختلاف وإنسجام تناغم ألوانها وأحجامها وأشكالها؛ عن فروق بين ظاهر وعروق ومحتوى عن تأثر عوامل إن صارت تتمايل وتتأخر وتتقدم. و
ـ متابعة عملية تحول هذه المسميات إلى أفاهيم٬ و
ـ تحول الأفاهيم إلى إستفهامات/إشكاليات٬ و
ـ تحول الإستفهامات إلى أقوال/شذرات٬ وذلك عبر إيضاح
ـ دور الأختلاف الدلالي في نشأة الأفهومات الفلسفية٬ ودور الصراع الشذري في
ـ إضفاء الدلالات الجديدة على المسميات.
وهذا ما يفيد كيف إن صاحبنا٬ وبموجب هذا المنهج٬ يريد أن يرتقي بثقافة الفضيلة كـ”ذات” ترتفع وتصعد وتتعالى في مستواها إلى موضوعات في الأسباب للبحث الفلسفي الرصين٬ والذي ينحو بصروفها تجاوز ملامسات التنظيرات السطحية والأختزالية٬ والإيديولوجية٬ ينقصها الجدية والعمق٬ قيامها وقعوها صرعة منسوب ظاهرة بساطة المعلومات غير المتعمقة في الأمور حوله.
فهوعارف٬ يراعي في أبحاثة لحظات نشؤ الصعوبات وكيفية حلها بواسطة تنويع دلالات مسمى ثقافة الفضيلة بمحتوىات جنينها مسمى”الذات”؛ هذا مع إلقاء الوقوف موقفا وسطا من أفكار المدارس المتعارضه حول دلالاتها٬ والعمل المنسجم على صياغة نظرية متناسقة حولها ترصد مظاهر فصل التناقض بينها٬ لكن من دون إغفال الإشارة إلى ملامح التطور في حل هذه الصعوبات التي جسدها هذا الموقف أو ذاك من الإستفهامات المطروحة. ومن دون التغاضي كذلك عن الإسقاطات الاجتماعية٬ والإرغامات الثقافية٬ والخلوعات السياسية٬ وحطام التغلبات الوجودية لهذه الإستفهامية٬ تتناول أحداثا ماضية ضمنية٬ رموزا تدل على إرادة الحاضر عن نسبة أنزال تلقائية حوافزها٬ وتلقي نحو أفكار صراعاتها٬ فعنده ـ مفكرنا ـ الحقائق حركة تتصارع وتتجادل في مراحلها صياغة تاريخيتها تلقي في الخصوم “الدوغماء” الواقف أرضا٬ اقتدار صراعها أو فنون تنازعها إمكان لهذه الإشكالية .
ومن نافل القول٬ بموجب هذا المنهج عمل ـ صاحبنا ـ في معظم أبحاثه على متابعة تطور سؤال/ محنة ثقافة الفضيلة٬ ومن خلاله٬ رصد التحولات التي طالت أسم الذات٬ انطلاقا من مجموعة من الفلاسفة ومفكري التراث العربي الإسلامي/الشرق؛ كدلالة تتآرجح بين الإنفصال والأتصال. ففيما يخص الأنفصال٬ فهو يتجلى هنا في وقوفه عند تفصيلات الامور ودقائق تنويعات دلالة الذات٬ وما يحيط بثقافة الفضيلة على وجه التفصيل بذكر الشرح والتحليل نحو جملة الذات كمنتج لها٬ ومساحات وما يشتبك تشارك تنويعاتها من أفاهيم؛ من خلال تماثل نصوص الفلاسفة من التراث الإسلامي وغير الإسلامي أو التاوي أو الماركسي أو الماوي أو الغربي الحداثي الثقافي. فهناك نصوص قابلها لفلاسفة٬ لها معينها الإسلامي٬ وقف على تفصيلات تنويعاتها ( ابن عجيبة٬ والشيرازي٬ الغزالي٬ ابن رشد٬ ابن باجة٬ السهروردي٬ ابن عربي٬ ابن طفيل٬ ابوالحسن البصري٬ والمسيب وابن خلدون٬ والمعري…) وما أقتضته هذه الدلالة من تأويلات لثقافة الفضيلة كمنتج معرفي جنينها الذات لدى هؤلاء.
أتخذ من منتجهم المعرفي ما عمل به في تحديد ثقافة الفضيلة لدلالة الذات على مقابلة معناها الصوفي بمعناها الفلسفي البرهاني اثرت منهجه٬ كما جاء بها٬ مثلا٬ من عند (ابن باجه٬ مثلا)٬ الذي ارسى منتهيا بذلك إلى نظر فعل التصوف ارفع مكانة من فعل الفلسفة٬ لأن هدفه محددة على تحصيل ثقافة الفضيلة على تحصيل الألتذاذ الحسي والوجود الماورائي/القبلي لا عند السعادة العقلية٬ مما يعني بأن ـ مفكرنا ـ استخلص افادته من ابن باجة٬ بأن العقل بمثابة أداة للتدبير التي تضمن تنامي وتطور ثقافة الفضيلة ترتقي متوحدة بمنتجها المعرفي ضمن الذات٬ وبأبتعادها٬ تنأى عن إملاءات الغرائب من غير أهلها٬ بل وتؤمن لها موطئا٬ بؤرة٬ برزخا٬ أو هووية من نوع جديد٬ هي٬ هووية معرفية وعلمية٬ وليست إنكفاءة سياسية محددة بهووية إيديولوجية مدنية مزيفة٬ غرائبية عن بؤرة “أنته” (= ذاته)٬ لا تضمن لثقافة الفضيلة ذاتا غير موطدة٬ مثبتة ومقوية له٬ توحده.
ثقافة الفضيلة جعلت لسياقات ابحاثه ودراساته٬ تأملات٬ دعائمها تتمركز في قصة لا تقل عتبة “حي ابن يقضان” عن سؤال: “من أنا؟” سؤال شغل رحلته بالعمل على الإجابة عنه من خلال أختبار الذات٬ يهدف إلى التحقق من أن نبضها إخضاع نتائج ثقافة الفضيلة لتجارب مواطنها٬ يكون الغرض منها تحقق سعي يجري مشبع قدرته الفاحصة٬ خيارات وإجراءات قيادتها لمعرفة مع تلك التي أجريت على مسميات في فلسفات أخرى؛ أي من حيث هي “بدن” و “عقل” و “ما فوق العقل”٬ مستخلصا بذلك إلى الإطاحة بالأفاهيم التقليدية للإنسان عن أصله بأنه “حيوان” أو (( حيوان ناطق٬ و٬ بأنه مدني بالطبع )). فهدم هذين التعريفين المعروفين للإنسان؛
ـ عن الأول٬ كسح فيه٬ إدعاء٬ أن يشكل الجسد إحدى حقيقيتي ثقافة الفضيلة عن منتجها الذات البشرية٬ وهي الحياة. كما أن يمثل العقل الحقيقة الأخرى لثقافة الفضيلة عن منتجها الذات البشرية٬ وهي العلم النظري.
ـ عن الثاني٬ قام بتكسيح إدعاء٬ “الإنسان مدني بطبعه”٬ بالهجوم على “غرائبية” المدينة؛ أي على السياسة٬ لعدم أهليتها وقادتها معه وعجزه عن إصلاحها.
هكذا يكون لـ(هادي العلوي)٬ المعلم٬ قد “برهن” ثبوتية أن الإنسان ـ ليس مدنيا بطبعه ـ٬ وأنه يمكنه أن يكتسب آهلية ثقافة الفضيلة من صفات ذاتية بشرية تنتجها٬ وإلهية كلها٬ من دون أن يكون للمدينة مشاركة٬ أو٬ يد ببنائها.
أما فعل التصوف٬ في بعض أقطابه (ابن عربي و..) فيؤسس باحثنا ـ هادي العلوي ـ بحثه عن ثقافة الفضيلة منتج معرفي عن الذات٬ أبتداءا من تجربة تحولها من الأنا إلى اللأنا سندها في ذلك٬ لا علم المنطق ذي الاهداف النفعية٬ والقائم على مجرد ترقب التصورات والعلاقات والنسب٬ والتي يقصى بموجها ثقافة الفضيلة موطنها الذات عن مجال العلم.
بخلاف ذلك٬ العلم الصوفي كعلم لين المعاملة٬ لدن٬ فهو لا يعطي إلا لمن اختاره وفضله الله؛ فهو علم اصطفاء رؤية تخاطب القلب وجدانيته٬ عمادها التذاذ الكون٬ ميزة يكتسبها المؤمن بالمران والتجربة حتى يصل إلى الإحسااس بالجمال٬ أي النفاذ إلى أعماق جوهر الكون٬ وحدوث ثقافة اتصال وجداني بين فضائل جوهر الجمال الخلقي والمتلقي “المؤمن”٬ بما هو تملي بجماله المتجلى عن الحق؛ فهو علم ينتج عنه التذوق النقي بثقافة الفضيلة معرفة الحق عبر سمات الذات ومكوناتها المعرفية المتألقة بـ((..استفتيء قلبك)) وما يتصل بهذه المعرفة من ضوابط وعوالم غيبية تحكمها٬ وجهتها عالم الخير.
لكن كيف افرز منهجه دلالة ثقافة الفضيلة بين الإنفصال والاتصال عن موطنها الذات؟
كما أن هذا الانفصال وبعض “الاعتزال” في دلالة ثقافة الفضيلة عن موطنها لمسمى الذات٬ قادت المفكر (هادي العلوي) إلى التبين عن تماثل دلالة مسمى ثقافة الفضيلة بالكشف عن مكنون الذات تقابلا بما هو مشترك في هذا المسمى؛ أي معطاتها حيوية المحتوى في هذه الذات نفسها٬ بمعنى ثقافة الفضيلة جوهر تؤطره الذات الكلية نفسها٬ وذلك في إطار كل فلسفة من الفلسفات التراثية؛ من حيث تناولها ثقافة الفضيلة عن ذات متأرجحة نظريا٬ كثقافة بين فضيلة الوجود الفردي وفضيلة الوجود الجمعي٬ وهنا الإشارة إلى ـ ابن باجة ـ٬ وبين ثقافة الفضيلة بغياب الذات أو “اللاذات” وما بعدها (وهنا الإشارة إلى ابن طفيل)٬ وبين ثقافة الفضيلة بين الأنا واللا أنا عند المتصوفة٬ بل وبين ثقافة الفضيلة الإنسانوية الاجتماعية ـ عند ابن خلدون ـ.
أما الاتصال في دلالة ثقافة الفضيلة عن موطنها لمسمى الذات٬ قادت المفكر (هادي العلوي) إلى الكشف عن عدم اليقين٬ وهو يشكك في هذه الدلالة كما كانت قائمة عند فلاسفة التراث٬ ابتداءا من إعادة قراءة التقابلات التي تجوفها بمفارقات تنخرها٬ ويسوس عليها تأويلات لدى كل مفكر بهدف تكييفها وتلطيفها٬ وذلك بحثا عن القنوات والمسالك المقبولة٬ لتفتح عنها معان تجديد بينها٬ ما جعلت له ـ هادي العلوي ـ أن ينخرط بمتابعة كل من موقعه الفلسفي الخاص٬ جغرافية تخصصات (= معنية بمواقع فرقها الفكرية وتنوعاتها)٬ وذلك بنظرته لهذا التوزيع أبنية محكومة في نظر هادي العلوي٬ مثلا٬ الاندلسيون محكوم عليهم بمنطقهم الجدلي٬ عن إثباتهم ثقافة الفضيلة لحظة إثبات الذات كما في لحظة نفيها. وخلص إلى إن ثقافة الفضيلة بناء النظر فيها إلى جوهر لذات متعددة الأفاق والأوجه بأبعادها. هذا التعدد الذي أصبح منبت إلهام بالنسبة إلى المفكرين العرب المعاصرين٬ ووفقا لذلك تنوعت وتعزز تعدد قراءاتهم لهؤلاء الفلاسفة ونزاعاتهم٬ كما هو الحال من أخذ بموجبه تعريفا لثقافة الفضيلة لما بين تفصيلات تنويعات مرجعيتها من إلى (ابن عجيبة٬ والشيرازي٬ الغزالي٬ ابن رشد٬ ابن باجة٬ السهروردي٬ ابن عربي٬ ابن طفيل٬ ابوالحسن البصري٬ والمسيب وابن خلدون٬ والمعري…) وما أقتضته هذه الدلالة من تأويلات لثقافة الفضيلة كمنتج معرفي جنينها الذات لدى هؤلاء للاتصال منها.
اما الخطوة الثانية في منهج المفكر العراقي الزاهد هادي العلوي٬ فهي مخرجات المقدمات الأولى٬ وتتجلى استثمار مفارقات المسميات التي تحيل عليها دلالة ثقافة الفضيلة كمنتج معرفي عن دلالة الذات عبر تاريخ الفلسفة٬ وذلك من خلال الاصطفاء والارتقاء بها لمنسوب ذلك المفهوم الإستفهامي العصي. إن الأمر مرتبط بطبيعة الحال٬ بنشأة انطلاق الاستعصاء الإشكالي في المنهج. وتتضح هذه النشأة البدئية٬ محض انطلاقها لحظة العمل في استقطاب مختلف دلالات مسمى الذات٬ لاستثمارها ثقافة٬ مكنون جوهرها الفضيلة٬ والتي تجعل من تحول هذا الاسم إلى مفهوم متجادل حوله “فضائل اهل الاعتزال” من جانب الفلاسفة والفقهاء؛ إي تحويله إلى مفهوم إستفهامي الأبعاد٬ وإستشكالي المنهج٬ كون مفهوم ثقافة الفضيلة بالنسبة إلى هادي العلوي إشكال قابل للتأويل٬ و يحمل أوجه تأويلات متعارضة ومتعددة٬ مزيدا على ذلك إلى تأويلات القراءات الفلسفية للتراث٬ وهي تتقاذف هنا وهنا٬ عن رهط بوتقة التأويلات الحداثية٬ والمابعدها لهذه الثقافة بهذه الذات. وحشر كل تأويل داخلها عن تأويلات تتقاطع بقدر ما تختلف وجهات النظر الفلسفية والمدرسية عند كل الفلاسفة من فضل لاتصال أو انفصال.
الخطوة اللاحقة في هذا المنهج تشكيل لحظة الخلاص من الإشكال. وبموجبها يعتبر هادي العلوي٬ ذلك٬ بأنه إذا كان تعدد ثقافة الفضيلة يستشكلها تعدد مسمى الذات٬ وعلة لبسها وإستفهامها في الفكر العربي الإسلامي٬ فإنها بالضرورة تعتبر علة الخروج من هذا الغموض والإستفهام العصي. ومن نافل القول٬ اعتمد صاحبنا ـ العلوي في الأطروحات والتأويلات المتعارضة والاعتزال التي يقدمها مفكري البصرة بشأن ثقافة الفضيلة٬ هي تعارضات واطروحات تخلص بشأن جوهر الذات التي هي بالضرورة ثقافة الفضيلة٬ بأنها لا تتباين وتختلف في جوهر الايمان عن “بين المنزلتين” بشأن الذات٬ إلا لتتفق وتتقاطع مع ثقافة الفضيلة٬ والعكس. وهنا ما يجعل العلوي٬ له٬ تفسيرات من خلال متون الابحاث ودراساته الممتدة عمقا في التراث٬ تقديمه تفسيرا كيف كان يتفرد المسلمون في فهم الاسماء وتطور المعنى للأشياء في اللغة على مستوى طبيعة المخلوقات بتعدد وظائفها و اقوالها وتشريعها٬ بالقبول أو الرفض عن المعنى٬ ثقافة الفضيلة تتسمها٬ وتتفق على الانفتاح لثقافة شرح عيون المسائل من الأخر وعلومه٬ أفراد وطبقات٬ كما يراعي العلوي الإنتباه عنها هو؛ أن رموز الأنمودج الثقافي لها ثبت المصادر والمراجع لأراءها (العربية والمعربة)؛ كاشفة الإعلام وأفكارهم٬ فيما افصل على ما اتفقواه عليه من القول بالوعيد اعتزالا أو مرجئة منه٬ إنها تشكل رموزا لأنموذج ثقافة الفضيلة الإسلامي في تراثه ـ ثقافة فضيلة ممتدة بأتساع ما اجمعوا على جوهر التوحيد والعدل والقول الوعيد عن الاسماء والأيات والفكر بين الفرق والقبائل والطوائف والجماعات لمن يحسن طلبه من العلوم وما لا يحسن في إضافة الخير والفصل عنه إلى الله٬ وما يستشكلها من ابتكارات/بدع٬ إن كان يخص السواد الأعظم والقلة والكثرة٬ عن ملائمة الفطنة والفطرة ومفارقة الإلفة والعادة بتلقي المشبهة بذلك. ما تعددت الطبقات في استثمار مفهوم ثقافة الفضيلة التي استكشفها العلوي حين عد أن طبيعة الواحد سارية في كل طبقة٬ وفي الكل. ومن هنا يعتبر العلوي أن أنموذج مقولات الطبقات من أهل البصرة والكوفة (على سبيل المثال) ما لها من تأثير الثبات والتمايل والتقدم تأثير ثقافة الفضيلة لها مساس على أهل ( الشام٬ واليمن٬ والطائف٬ ومكة والمدينة) أمام تصور محدد الذات قوامها ثقافة الفضيلة بالقلب وايضا العقل في الحرية والاختلاف والانفتاح والتسامح في منتجها المعرفي.
وعليه٬ فإن هذه الخصائص التي تنسج وتضفر منهجه في دفاعه عن ثقافة الفضيلة٬ تبحث وتنكب استكشافا عن الذات بها٬ عن جوهر الذات٬ زاهديتها المتعالية٬ التي قد شكلت له مصدر إلهام بالنسبة لدراساته وابحاثة٬ إقدام نحو بناء نهضة فكرية وثقافية جديدة لدى المثقف٬ عضوية دؤوبة الانفتاح على الأخر وعلومه. لكن هذا الإلهام اتخذ طابعا إستفهاميا عبر نفسه في ذلك مسار الصراع المحتدم بين هؤلاء المفكرين في التراث العربي الأسلامي٬ اعلام طبقاته. ومما لاشك فيه٬ هو ما احتدم به النقاش عند واقعنا المعاصر٬ عمل منهجيته٬ في إطار أبحاثه عن الذات وجوهرها في الفكر العربي٬ ما جعل الإنخراط في أطرافه يدور في هذا النقاش٬ هاجسه في ذلك التعبير عن رؤيته الخاصة لهذه الذات في ثقاافة الفضيلة٬ إسهاما من استئناف البحث عنها على ضؤ الحداثة وما بعدها٬ على ضوء حاجات التغيير الثقافي العربي المعاصر٬ والبناء العضوي للمثقف٬ وكذا عن ثقافة الفضيلة على أحقية اصطفاء وارتقاء مفهوم ثقافة الفضيلة نحو التقدم.
حسنا٬ ما هي المرتكزات التي توجه من خلالها العلوي لثقافة الفضيلة في الفكر الثقافي العربي؟ هذا ما سنجيب عنه٬ بحلقة قادمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• المكان والتاريخ: أوكسفورد ـ 09.10.22
ـ الغرض: التواصل والتنمية الثقافية
ـ العينة المستهدفة: القارئ بالعربية (المترجمة)