_ كيف تغار يا عبد الله من شخص يعيش في امريكا اللاتينية ؟ كيف تطلقني بالثلاث بهذه الحماقة ؟ يا استاذ الجامعة ؟ ماذا تركت للجهلاء؟ تفكرت بالآتي ، فكرت في حل المشكلة ؟ ألم تعرف شئ عن الشرع؟
هكذا عاتبته فاطمة ،مضطربة وحزينة، اختلطت حروف عتابها بالبكاء.
_ نعم اعرف ، و أشعر بحجر كبير على صدري ، يمنعني من التنفس و التفكير معا.
بدأت مطرقة المشاعر المضطربة تدق رأس عبدالله ،كيف يغار من رسالة علي الهاتف ، والان لابد أن تتزوج من آخر . كيف يتحمل هذا ؟
أخذ يفكر في زملائه و معارفه ، من يصلح للزواج من فاطمة ،
يجب أن يكون شخص مطيع ،لكي يرضخ للطلاق بعد عدة أيام.
مرزوق ، اقدم عمال الجامعة ، العام القادم سيحال علي المعاش ، ارمل منذ ثلاثة سنوات ، رهبنته الحياة بعد موت زوجته.
_ تعال يا مرزوق ، اريد منك خدمة.
_ نعم يا دكتور ، ماذا تريد؟
_ أريدك أن تكتب علي فاطمة ، طليقتي ، و تطلقها بعد يومين.
بهت مرزوق ، ثم رد بسرعة ، متي؟
_ غداً.
اضطرب مرزوق ، أخذ يفكر في أمور قد نسيها، فاطمة ، جميلة القوام ، حنطية اللون. التفكير فيها جعل نبضات قلبه تزيد ، شعر بحيوية غريبة تسري في جسده. لم يظهر أي ردود أفعال إلا الخنوع ، يعلم ما يفكر به الدكتور
_ غداً ، أن شاء الله.
اليوم التالي ، خاف مرزوق أن تخونه صحته،ذهب لأطراف المدينة ، اشتري نصف جرام افيون ،وضعه في جيب الچاكت، وذهب لسكن الدكتورة، في الحي الراقي.
فاطمة أرسلت الطفلين التوأم لبيت الجدة ، المأذون والشهود موجودين ، تم عقد القران.
العاشرة ليلاً ، اعد مرزوق القهوة، صمتا لفترة.
ثم دار حديث قصير عن الحلال والحرام ، اخرج الافيونة من جيبه ، علكها بغلافها البلاستيكي ، لا يريد أن يفقد منها شيئاً.
رشف بعض القهوة ، صمت برهة ، ثم قال لها تعال نقيم الحلال.
_ العلاقة عندي ، لابد أن تكون مع شخص اعرفه، وانت …..
_ حسنا ، نتسامر بعض الوقت ، لكن ليست طويلاً.
انفاس مرزوق سريعة و متلاحقة ، وزنه ثقيل ، جسده العاري غارق بالعرق، فاطمة في حالة من عدم الحس، وفجأة ، أنفاسه المتلاحقة تتوقف . ما هذا ، هذا لم يكن بالحسبان ، توفي مرزوق.
فزعت فاطمة ، قامت ، ارتدت ملابسها ،جلست تستجمع قواها، هاتفت عبدالله ،ليساعدها في هذا الوضع المتفاقم.
بعد انقضاء عدتها ، جاء عبدالله ،معه المأذون والشهود.
قالت له :
اسفة لن أتزوج مرة أخرى.