1
سرقتني الزنزانات حماس الصبية
وها ان العمر على منعطف قذر
عمر يذبل بين الصرخة والصمت
بين السجن وبين البيت
بين طموحي في ان اصبح كنزا
يليق بكبرك
والخوف من السكين
بين الحذر
حتى من نفسي
والبوح بسر عذبني حد الفوضى
لا يخشى جرذ ان يعلن في ارضي عن رغبته
لكني ابدا القاك اذا مطرت
واشتد البرد او انكسفت
القاك اذا البومة عن بابي غفلت
ـــــــــــــــــــ
2
ارمي المرآة فوجهي مرحلة هضمت
انا ضد النوم تعالي نتارق
ذاكرتي تنضح انهارا ليلا
وتضج بفئران تعبث
ويحاصرني في الليل دوي التاريخ
ــــــــــــــــــــــ
3
لي قدرة شم الانباء
وقراءة ما يمحى
لكنك ما جئت
من يأس يتجسد هذا الوهم متى تأتي ؟!
زينت البيت وعطرت العتبة
هيات الشاي فامراتي تطرب من رنة ملعقة في قدح الشاي
لكنك ما جئت
انك في الغربة حالمة بالحناء
وتولعت بتمشيط الشعر على النهر
وتولعت برصد المد
علي اعثر بالذهب المتساقط من قبته
لكن الموج عنيف
وحدود جوازي بين البيت وبين الثكنة
ــــــــــــــــــــــ
4
مجنونا ابحث عنك بوجه اخر في الطرقات
لم يتعبني برد او هاجرة
كذب الفأل وخبت
ابدا ما لاقيت امراة تتمرد مثلي
تقرا في حشد مظاهرة ظلي
امراة تعرف كيف تذيب الحزن اذا خالط جوع جوعا والتصقت شفة بشفة
وانا المقذوف لخارج هذا الدرب كاني طرفة .
اشعر قبل اوان بالخطر
لكني ابصرتك عبر النبأ المهموس وفي حفر اصغر من جسدي
اذ علمت الجسد الناحل ان يتحمل ما يزهق منه الثور
خبات فتى حوصر وسط دفاترهم
قبل سنين مثل الان قرات الشعر
سقيت الخائف من روح البردي فقاوم صفع الريح
وعراة كنا اسفل ارض تحت مكاتبهم
وكان الضارب عن زاد كالعود تشرب بالليمون محياه فاضربت
طال سكوت فصرخت
اجهل ما فوق السقف سوى جرس ان رنّ فشهوة سوط للدم
سحلوني صرت بحيث يرن وانعشني البرد
تطفل في فضول فقرات
(انت اهل للثقة ولكن لكل منا واجبه ) .
ـــــــــــــــــــــــ
5
في يوم برقت فاتني نبأ مبتورا في مذياع
واهتز دمي كصراخ فاتر
نثرتني الدهشة في الاسواق غروبا
كدت الامس ثانية فرحخ الصبية
لكني استيقظت على حفر اصغر من جسدي
عبثا فيك تنقب بعد الان
عن طفل لا يحيا في كهف مقابر
فالليل يقطر شيئا شيئا
وستغلق كل الابواب , وتبقى
في عاصفة من حجر ينهشك الحزن الكاسر
ــــــــــــــــــــــــ
6
لا احد يطرق هل انسف ذاكرتي ؟!
سنوات , نحتا في رأس زقاق سمرت
تتلفع بالخاكي وتجتاز الحائط كل صباح
والصبح صبي وقح ثقب الثوب الكحلي وطل …
لا تطلع .. لا تطلع يا صبح فثمت كارثة
فيخلع منه رداء الحيرة
ويقفز من هاونه الذهبي واراه ذبيحا فوق مزابل