عشت وفي جيبي بضعة دراهم حلال
وقلم يكتب معي كل انفعال
ودفتر صغير كأوراق الجابي
أنظر في وجوه القادمين والراحلين
كم يحمل القطار من كلام
لطالما ضللت الطريق
أعود تحت نُصبي
ـ نصب شاعر ـ
اقهقه بالدوار
والقارئ المسكين يقرقر بالدواوين
ولم أر غير دخان القصائد
تحت نُصبي قدمت اوراق اعتمادي
كم شاعرا مثلي هدته الدروب
وأقفلت الآمال أبوابها
وأمحلت ميازيب الهوى
والغيث ينزل في عند على الوادي
على نصبي تمر جميلة بغداد
وسمراء بصرتي
وسُيّاح كُثر يغمزون المرمر الأبيض
بيافطة اختارها النحات من أدبي:
كم زارني من قاصي الأرض وداني
عاشق وناحب وحاني
باركوا الحجر بوردة
وما عنى زائرٌ يوماً بأورادي
وحروف اختارها النحات عن وطن
لم أدر يوماً أني كتبتها
أو قلت شعرا ماجنا بهذا الصدد
ما أنصف النحات تمثالي
عند يلبسي معطفا غاليا ووشاحا
وأنا أمضيت عمري كله
ارفرف بقميصي واسمالي
أطير مرة
وأكثر المرات أعدُّ بوقعاتي
ما أنصف النحات شيبتي
عندما اطلى شعرتي بنُحاس
وكان رأسي عش رصاص
وتقاسيم وجهي كلها شبابٌ
يا ليته أنصف ما كان من قسماتي
عند نصبي تجتمع الحكاوي
ولكلِّ حكاّءٍ هوى
وتغرق النفاق بالنفاق
لو أن من قام مشكوراً على تكريمي
أهداني قبل اليوم قطعةَ أرضٍ
لترحمتْ على جثتي اولادي.