1 – حركة أولى لرمزية الألوان : الألوان هي دائما تلك اللغة البصرية المقتصدة التي لا تجيد الثرثرة / لغة الصمت التي تكتنز المتعدد في الواحد ، مثلما يكتنز قوس قزح رمزية ميلاد الفصول الأربعة — ثم تتصاعد الحركية الغنائية للقصيدة من خلال تشاكل لثلاث ألوان :
الأسود و الأحمر و الأزرق
— لون النار و لون الأرض و لون الوجود الأزرق الذي هو في الان ذاته استعارة لتوحد الذات بمعانيها الوجودية في الشعر . الألوان ليست خرساء / ” أنها تقول ” الحقيقة التي تحجبها الثرثرة السائدة في عالم يفتقد المعنى ** عالم يتكلم لكي يلغي الكلام و الحقيقة و لا ينتج سوى الوهم .
2 – حركة ثانية في رمزيةو الاخصاب و الميلاد :
مثلما رأينا الشاعرة الملهمة عائشة الخضر لونا عامر تستمد من الفن التشكيلي رموز تشييد المعنى الشعري فانها ضليعة في توظيف استعارات الأساطير الميلادية الاخصابية ( الغيوم الحبلى ) و ( البتول الخجلى ) و ( اخضرار الطبيعة ) و ما بين هذه الرموز الدالة على الماء و المطر و الانبعاث و الميلاد تشرق صورتين أنثويتين ( الموناليزا و مريم العذراء } — لتنحت القصيدة من خلال قيم العذرية صورة عالم تنتفي فيه الطهارة و تهوي القيم من قدسيتها في عالم من الحرمان و القهر و الحرب و الألم .
3 — هكذا و برمزية عالية التنضيد تشخص القصيدة رمزية الدراما الكونية للصراع بين الخير و الشر و الصراع بين الظلمة و النور و الصراع بين المقدس و المدنس / ذلك ما يزكي رؤيتنا الجوهرية الى أشعار المبدعة الكبيرة عائشة الخضر بأنها دوما ذات عمق انساني و كوني
— و لقد علمنا الشعراء الكبار مثل ازرا باوند و ت . س . اليوت و سان جون بيرس :
أن ما يضمن للشعر الخلود هو قدرته أن يكون في ذات الوقت محليا و كونيا .
**
بوركت شاعرتنا الملهمة الراقية عائشة الخضر
الناقد المغربي محمد علوط ** الدار البيضاء يناير 2018
..
إلى كل من يرتجف بردا ً .. وقهرا ً ….
“ثرثرة “
د.عائشة الخضر لونا عامر
****
تتهافت الألوان ُ وتتزاحم ..
تعجز ُ عن رسم ” قوس قزح “
تتجمّع في إطار ٍ كئيب …
لتظهر أخيرا ً :
” موناليزا بخمار أسود .. ! “
يتمايل ُ الحرف ُ ثملا ً ً … من نبيذ ِ المعنى
يرفع ُ كأسه ُ مهللا ً ً …
رافعا ً راية .. لاأثر َ فيها لأحمر .. أو أسود
يهتف بصوت ٍ مبحوح :
ها ..قد عدت ُ ثانية !
وسيفه الخشبيّ يتفتت كطراوة ِ بسكوت .. !
أمّا هناك … عند تلك الغيوم الحُبْلى …
تارة ً .. تتناثر ُ بدلال ِ بتول ٍ خجلى ..
وتارة ً … تزغرد ُ بوابل ٍ من كريات هيولى …
ويندفع ُ البرد ُ وقحا ً ً … بلا موعد
كهواء ٍ غجري ّ فقد َ اتّزانه … وبوصلته
لترتفع َ الأكّف إلى الزرقاء ِ مبتهلة :
أما من اخضّرار ٍ آت ..
أما من معطف ٍ … كشمس ٍ مرتقبة …؟!