على شجرةِ الغابة الكبيرة ، عُلقَ إعلانٌ ، لاختيار ملكةِ جمالِ الحشراتِ . قرأتْ النملةُ الإعلانَ، فبَدتْ عليها علاماتُ الحزنِ ، لأنها شاركتْ في المسابقاتِ الماضيةِ ولم يحالفْهَا الحظَّ . فكرتْ ألا تشترك مرة ثانية . لأنها سوداءٌ ونحيفةٌ واللجنةُ تختارُ الحشراتِ الجميلاِت ذواتِ الألوانِ البراقةِ. سِيطَرتْ عليها فكرةَ عدمِ المشاركةِ ،حتى تذكرت مقولة جدتها.
(النجاحُ هو التمسكُ والمواصلةُ والمثابرةُ لنيلِ ما نصبو اليهِ ).
قررتْ النملةُ أن تعاودَ الكرَّةَ وتأخذُ بنصيحةِ جدتها فخطرتْ ببالِها فكرة ،ٌلعلها تُعجبُ لجنةَ التحكيمِ .
بدأتْ تبحثُ في الغابةِ عَنْ الوَانٍ براقةٍ لتُضْفِي رونقا وجمالا عليها.
فقطعت من وريقاتِ الأشجار ثم قطفتْ بعضا من الأزهارِ الملونةِ الصغيرةِ ،أهداها الببغاءُ ريشةً لتكتملَ زينتها .
عادتْ النملةُ الى البيتِ، وهي فرحةٌ مستبشرةٌ . خاطتْ فستانَا من ورقِ الأشجارِ، طرزتْ عليه بعضا من وريقاتِ الوردِ الملونةِ ثم اضافتْ أجنحةٌ نسجتْها من أغصانِ الأشجارِ، صنعت لها طوقا ملونا من ريشة الببغاء. ارتدتْ الملابس ونظرت لنفسِها بالمرآة ،فرحت بمنظرها الجميل .
انطلقت الى مكانِ المسابقةِ لكن الجوَ لم يسعفها. هبتْ رياحٌ عاتيةٌ وأمطارٌ غزيرةٌ أعاقتْ حركتَها ، مزقتْ ثيابَها ، سقط طوقها الجميل في المياه .لكنها واصلت مسيرها . حتى وصلت الى مكان المسابقة في اللحظةِ الأخيرةِ .
ضحكتْ الفراشاتُ والدعاسيقُ والنحلُ عليها .وهن يتباهين بجمالهن .
طأطأت النملةُ رأسهَا ، وسَالتْ دموعُها حزنا والما على حالِها.
وقالت : لا أربح هذه المرة أيضا ، يا لحظي التعيس !
رحبت بها لجنة التحكيمَ ، واستقبلتها استقبالا حارا وقالت لها: ليس الجَمالُ جَمالَ الثيابِ ، لقد منحكِ اللهُ جسماً جميلاً ولوناً رائعاً، لم يتبقَ لك سوى السؤال الفكري حتى نُحددَ من الفائز
النملة : وما هو السؤال الفكري ؟
اللجنة : ماذا يعني لك النجاحُ ؟
النملةُ : النجاحُ …هو التمسكُ والمثابرةُ والمواصلةُ لنيلِ ما نصبو اليهِ .
قررتْ اللجنة فوزِ النملة ونيل (لقب ملكة جمال الحشرات ) لأنها تحدتْ الظروفَ القاسيةَ وواصلتْ المسيرَ الى آخر لحظة .
هكذا يا أصدقائي ، نتعلمُ من النملةِ الصغيرةِ تَحدي الصعاب الكبيرة …