بدأت مشاريعه تتكاثر، لم يكتف بزوجة واحدة، فتاقت نفسه إلى أن يتزوج من ثانية، فكثر أبناؤه، واشترى منزلين، وصارت نفسه تحدثه عن الزواج من ثالثة، وهكذا حتى تزوج من رابعة، ولولا أن إمام الحي، نصحه بألا يتزوج من خامسة، لأن ذلك محرم في الشريعة، لفعل.
أخذ يبيت كل يوم في منزل واحدة من زوجاته، ليعدل بينهن _حسب اعتقاده _
كانت الصغيرة، تحرص على أن يبقى بمظهر الشباب، فكانت تحضر له مجموعة من الوصفات لتبقى ملامحه لا يعلوها تجاعيد، وصارت الأكبر سنا تحرص على أن يبقى بمظهر يوحي بعمره الحقيقي، وربما ليظهر أنه في مثل سنها، وأحيانا تتفق الزوجات الثلاث، على إهمال ثيابه دون تنظيف، حيث كن يردن أن يظهر بمظهر فقير، حتى لا تطمع فيه أخرى، فهو رجل مزواج، لأنه صرح لإحداهن يوما، بأنه يتمنى أن تموت، أو يطلقها، لتحل مكانها أخرى.
شاع الخبر بينهن جميعا، وتألبن جميعهن على إهمالهن له، إلا الأولى التي حرصت على ألا تفرط فيه، فهو الزوج الأول، ولا يمكن _حسب رؤيتها _ أن تتزوج بآخر غيره، وهكذا عاش المد والجزر بين زوجته الأولى، والزوجات الثلاث اللواتي كن يخفين الانتقام منه.
وذات ليلة قرر أن يتخلص منهن، وأراد أن يختبرهن جميعا، قام باستدعائهن إلى بيت الزوجة الأولى، ثم أضرم النار فيه؛ فصارت الزوجات الثلاث، يبدين علامة الفرح ، والتشفي ، ولم يسهمن في عملية الإطفاء، أما الأولى فأخذت تصرخ، وتعين الزوج، وبذلك تأكد من حب هذه الزوجه له، مع محاولة الحفاظ على ممتلكاته، فقام بتطليق الزوجات الثلاث، وفضل أن تبقى معه الزوجة الأولى إلى الأبد.