
هو المُعلِّمُ فٱبسُــــطْ في هَواهُ يَدا
فإنّهُ الــــــــزّادُ ، لو زادُ الوَرى نفِدا
المَجــــــدُ للعِـــلمِ واﻷكوانُ سالِكةٌ
والمَجدُ للعلمِ إذْ كانتْ تَدورُ سُدَى
فسِـــرْ على هَديِهِ واعمَلْ بمنهجِهِ
تَزددْ يَقيناً وإيماناً وفَيْـــضَ هُدَى
بعضُ المَســـالكِ قد تكبو بسالكِها
لكنّــما العِــــــلمُ دَربٌ صـاعدٌ أبَدا
نورُ النُّبــــــــوَّةِ من مِشكاتِهِ قَبَسٌ
واﻷنبياءُ شُمـــوسٌ ، نُـورُها ٱتّقَدا
ياسَاقيَـــاً بذرةَ اﻷجيالِ ، مِن دمِهِ
ومُبدعَــــــاً كلَّ مَولـودٍ ، ومَا وَلَدَا
الطُّورُ والصُّحُـــــفُ اﻷُولى رَبيبتُه
والغارُ واللَّوحُ من أسمائِه ٱحتَشدا
المُبدعــــــونَ سُــــــلالاتٌ ، وكلُّهمُ
باسمِ المُعلِّــــمِ نادى ثُمتَ ٱنوجدا
هي الرِّســالةُ عهدَ اللّهِ ما ٱنطفأتْ
بها تَنـــزَّلَ وَعــــــدُ اللهِ ، إذْ وَعَدا
وهي الرِّســــالةُ ، من أعماقِ أمتِنا
صوتٌ من اللّهِ يَحدو ركبَناوصَدى
هو المعلّــــــمُ ، بـــدرْ للسُّراةِ ، بدا
ومانــــحُ الرّوحِ من أعصابِه مَدَدا
وباعــــــثٌ من رمادِ المَوتِ أفئدةً
ودافــقٌ في هَجيرِالبيدِ قَطْرَ نَدى
بالفكرِ يَســــمو ويَبني من مَبادئِه
جيــلاً ليُصبحَ منه البيتَ والعَمَدا
يا باعثــــاً بابلاً في أوجِ صَحوتِها
وحامــــــلاً ، في ثنايا روحِه أكدا
وجاعــــــلَ البيـــــدِ قُرآناً وقافيةً
عَصماءَ غنّى بهاالحادي غَداةَحَدا
يا أمَّــــــةً كنتِ للإبــــداعِ قاعدةً
وكنتِ للعِــــلمِ في كلِّ اللُّغى بَلَدا
بَنَتْ فأَعْلَــتْ وأَبْدتْ من أصالتِها
معارفـــــاً أَذهَـلتْ كلَّ الذي وَفَدا
فلم يرُقْــهُمْ وقد قامتْ قِيامتُهمْ
ولم يُريـدوا لهذي اﻷرضِ أن تلدا
لكنها أمُّ كلِّ المؤمنيــــــنَ ، حنَتْ
فأتأمتْ سيقــــومُ المؤمنونَ غدا
وإنّها ساعــــــةٌ ، لا بُــــــدَّ ، آزفةٌ
قد قــــــرّبَ اللّهُ من آجالِهم أمَدا