آه لو بإمكاني أن أعلق شريط ذاكرتي المكتضة بالوهن والخدوش فوق غصن شجرة وأبقى بعدها صافية الذهن بلا ذاكرة رمادية…
أرغب أن أستفيق من أحلامي الوهمية كما أستفيق من شراشف الآسرة الصباحية، وأن أمد يدي إلى تلك الستائر الحاجبة بيني وبين اليقظة…
أرغب دائماً أن أدحرج شظايا ذاك الشعور الذي يصعب وصفه والمتعب، وأن أقذف به إلى أعماق سحيقة…
لا أعلم من منا يتحايل على الآخر أنا أم الوجع الذي يدس نفسه تحت جلودنا ويقتات من رحيق حياتنا…
أصبحت أشعر بالإنقباضات التي تداهم سكوني عند كل نقره وجع، لو كان بإمكاني أن أحجب تلك الأفكار السوداوية التي تتركني منهكة القوى لا أستطيع مقارعة حرف…
أرغب في أن أتقوقع على ذاتي وأن أوقف منبهات الوقت الهارب مني، أو أرغب في أن أفترش حقلاً بعيداً عن ضجيج الحياة وأجلس على مقربة جدول ماء بلا رنين هاتف أو صرير قلم..
آه لو كان بإمكاني أن أجر نفسي من نفسي، أو أن أكتب سطوراً لا نهاية لها عن تلك المعتركات الحياتية التي تصيبنا بالضجر والخمول.، لم أكن لأكون قفلاً موصداً على نفسي حتى أبقي ذاتي بعيداً عن الأنظار لولا إنني كنت خارطة صماء تجوب الأرض حافية الكلمات.
إنني أسعى لأن أفتح نافذة الحديث المقفلة منذ زمن، أو أن أخط بقلمي على طول سكة الورق لعلني أتعايش مع كل هذه التناقضات التي تصطدم ببعضها البعض وتجعلنا ندور حولها..