ضمير مصلوب علی مقصلة الوصول
تحت عباءۃ الشيطان ..
وضمير غائب في مراتع النزوات
لا يعي من حاضره إلا ليلا وجاريات ..
وفاء أصبح من نادرات الاشياء
وفضيلة عسی أن تنير أصحابها
في خضم ليل إدلهم اسوداد
بل وتنطفیء علی قارعة المناجاة
واستجداء أمل بتغيير الأحوال
شهيدٌ تلو شهيدٍ مضرج بالدماء
نعيد ذاكرة ماضيا مكلوم الجراح
ونستحضر حاضرا موبوء العداء
فأين نحن من عهد الإخاء
وأيننا من وطن لا يدري ما الخبر
ساحاته معقل الجرائم والحِراب
لأقطاب تكالبت على الثروات
واستنزاف دماء الأبرياء
باتت القلوب خوابي تهتكت جدرانها
تنزف قطراتها واسفلها عوسجا يستقيها
وتستعذبها أشواكه فتتبتل وترسلها
رماح غدر وفوضی وتدعي الربيع
“الربيع العربي تحت إمرۃ الغرب “
فأي خنوع قلَّبَ الموازين
وأي صمت جعل الأصيل عبداً
وألبس العبد تاج السيادۃ
يسير متغطرسا يصدح بالريادۃ
أخلاق فقدت..
ضمائر انعدمت
أزهق النبض على طاولة المزايدة
لفظت الأنفاس زفراتها الأخيرة
تأففت وتأوهت
واستنطقت الآهات
هيهات هيهات
يا دهر الخنى من أمل مصلوب
مغلول مسجون
تحت ركام البؤس ونعال الظلم
والحق في وطني مكلوم مكلوم
أُترِعنا كأس العز حنضلا
وهِبنا رغيد العيش شوكاً داميا
رُسِمنا علی لوحات الفخر شهداء
ومُدّْت لنا موائد الكلإ جوعا
فما هكذا يؤتی الكريم وهبا
وما هكذا يحنو أبٌ علی فلذۃ كِبدِِ
قد أتخِمت اجسادنا جَلداً
وعِقرت أرواحنا نُدباً
ففاضت الاعين دمعاً
ونطق الألسن رثاءً ونَدبا
ومع ذلك ما زلنا نرضع الغمام أملا
لعله يرطب أفواهنا المنادية خيرا
أصبحنا كالخاطي في مستنقع الاوحال مع كل
خطوة نغرق ونغرق حتى بتنا عاجزين عن الحراك
نستصرخ الصوت ملأ حناجرنا ولا من مُجيب
يلبي النداء
فبحت الحناجر ورقد الجسد تحت طمي
أفعالهم .. لكن الى حين ..
وأني على قدر من الإيمان
بتبديل الحال
بقدرة مُغيّر الأحوال
فسبحان ربي ذو الجلال
فللباطل جولة وللحق جولات.