بينما كان الإمامُ عليّ بن أَبي طالب ٍ “ع” في مَجلسه ِ ، مع ثلّة ٍ من أصحابه ِ ، وإذا بِأعرابي ّيقتحم ُ المجلسَ ، مناديا ً:
أين َ ابو تراب ..؟
فاجاب الإمام : نعم .
فقال الأعرابي : جِئت ُ
أُساجعُك َ ، وتُساجعُني..
قال الإمام : (( أَلصق ْ روانفَك َ “1” بالجَبوب “2”وخذ ْ المِزبَر َ “3” بِشناترك ” 4″ ، وآجعل ْ حندَرَتَيك َ “5” إلى قَيْهَلي “6”حَتَّى لا أَنغي “7” نغيَة ً ، إلّا وقد وعَيتَها بحَماطَة ِ “8”جُلجُلانك “9” )) … فهرَب َ الأعرابي ّ..!!! أَما أَنا فدَخلت ُ إلى محراب ِ عليّ بقصيدة
……..الموت الوِلادة……..
مزهر حسن الكعبي
في كَعبَة ِ الثَقَلَيْن ِ نَجم ٌ ،
يُشرِق ُ
بالحُب ِّ في كل ِّ النّفوس ِ
يُنَمَق ُ
الجُود ُ في أورادِه ِ مُتَناغِم ٌ ،
وبذِكرِِه ِ صَوت ُ الزَّمان ِ
مُعَتَّق ُ
رُوح ٌ وَرِيف ُ النَّبض ِ في ،
حُب ِّ الوَرى
سِحر ٌ.. بأنفاس ِ الحقول ِ
يُزَقْزِق ُ !
فَتَحَت ْ نَوافِذَها ذَخِيرَة ُ ،
عِلْمِه ِ
بِمَجَرَة ِ الرُّواد ِ ، فَهو َ
البَذرَق ُ
نَسل ٌ يَفُوح ُ قَداسَة ً ..
لا تَنْتَهي ..
مِرْآة ُ كُل ّ ِ الرَّاجِحين َ
تُوَثِّق ُ
نُذُر ٌ تُباغِتُنا ، وتُمطِر ُ
مِن لَظَىً
طَيْف ُ آعتناق ِ الحَق ّ ِ وَقد ٌ يُحرِق ُ
مِن يَوم ِ بَدر ٍ ، و السّيوف ُ
تَواشَقَت ْ
فَبَدا لواءُ الله ِ شَمسا ً
يُشرِق ُ !
يَنشَق ُ صَدر ُ الأُفْق ِ لِلَّيث ِ
الّذي
شَلال ُ بَرق ٍ كَفُّه ُ ..
يَتَدَفَّق ُ !
إن ْ لُبِّدَت ْ بِالخَطْب ِ كان َ
أُوارُه ..
شُدُّوا الرِّحال َ إلى المَنايا،
وآسْبِقوا
ماجَت ْجِياد ُ الخَيْل ِ وآندَفَق َ الثّرى
فَبَدا على ّ كَآهِزَبر ِ ،
يُشَقْشِق ُ..!
نَكَش َ الدِّما ، في كُفرها
وَلَغَت ْ ،
و المَوت ُ يَصْهَل ُ ، والدُّروب ُ تُضَيَّق ُ !
في لُجَّة ِ الهَيجاء ِ لو ذُكِر َ
آسمُه ُ ،
نَكَصوا السُّبوف َ مع القَنا
وتَفٌرَقوا
* * *
لولا دِماه ُ.. تفَتَّقَت ْ بأريجِها ،
لَآرتَد َّ هذا الكون ُ كُفراً
يُحدِق ُ..
لولا دِماه ُ تَرَسَّمَت ْ بِأَريجِِها ،
ماكان َ هذا المُرتَقى
المُتحَقَّق ُ
* * *
قد ثَر َّ في تَغريدة ٍ ..
مُتَسامِقاً ،
للواهِمين َ بِأَنَّه ُ قد ْ يُخرَق ُ
أَلصِق ْ رَوانِفَك َ الجَبوب َ
تَأَدُّباً ،
ثُم َّ الشّناتِر َ مِزبَرا ً ..
تَتَوَشَّق ُ
حَندَرَتاك َ اجْعلْهما في
قَيْهَلي
حتّى تَعي نَغْي َ الحَماطَة ِ
يَخفُق ُ..
فَآشتاط َ مِن رِعداتِه ِ
بحُبالة ٍ
مُر ّاً سَقاه ُ بسَجعه ِ
يَتَحَزْرَق ُ ..!
قارورة ُ البُطيخ ِ جاء َ ،
مُساجِعا ً
مُسْتَوقَسا ً قد عاد َ وهو َ
يُلَقلِق ُ
مِن أين َ قد جاء َ الطّيوفِ َعلى عَمى ..
للبحر ِ يَسعى.. للسَّماء ِ
يُحَلِّق ُ ..!
إذهَب ْ.. رُزِئت َ كما أَتَيت َ
مُخَيَّبا ً
وآحفَظ ْ تَصاريف َ الحَيا
يا مُرهَق ُ !
* * *
هذا إمام ُ الوالهين َ بِرَبِهِم ْ
وحروفُه ُ بين َ اليَدَين ِ
تُصَفِّق ُ
كَنز ُ العَطاء ِ .. دليلُها
في دَجنَة ٍ
ومُد َلّل ُ الأصوات ِ ،
فيها يَسمُق ُ
جَل َّ آسمُه ُ ، وتَواشَجَت ْ
هالاتُه ُ
باللؤلؤ ِ المَوصوف ِ مَجْداً
يَرقُم ُ..
ياإيل َ ” إيْلِيّا” ، فأنت َ
حبيبُه ُ..
ومُحمّد ٌ مَن يَصطَفيه ِ ،
ويَصدُق ُ
فَلْيَصمُت ِ المَخلوق ُ . كُل ٍّ
في مَدَى..
لن ْ يُدرِكوا كُنه َ الفضاءِ..
تَمَشدَقوا ..!
_____
1 _ الروانف : أطراف الالية، وذلك لقرينة الجبوب.
2_ الجبوب : الأرض.
3_ المِزبر : القلم.
4_ الشناتر : الأصابع بلغة اهل إليَمَن.
5_ الحندرة : حدقة العين.
6_ قيهل : وجه
7_ النغي : الكلام الّذي يسر..
8_ حماطة الجلجلان : سويداء القلب.