لحظة شعرية رفيعة تقترحها دار الشعر بمراكش، ليلة الأربعاء 17 أبريل 2024 على الساعة السادسة مساء بمقر الدار الكائن بالمركز الثقافي الداوديات، ضمن فقرة جديدة من برنامج “شاعر ومترجمه”. والتي سبق للدار أن افتتحتها سنة 2020 باستضافة الشاعر الكولومبي خورخي توريس ميدينا الى جانب مترجمه المغربي خالد الريسوني، وتواصلت بفقرة ثانية سنة 2023، بمرجعيات كونية انفتحت على الشاعر والكاتب والفنان الأمريكي مارك ليبمان، الى جانب مترجمه المغربي الحبيب الواعي، ومشاركة الشاعرة والروائية الفرنسية لوسيل برنار والكاتب والمترجم يوسف غرنيط.
ليلة “شاعر ومترجمه” في دورتها الثالثة تستضيف شعراء ينتمون الى أربع قارات، الشاعرة سو زهو من نيوزيلندا، ذات الأصول الصينية، والشاعرة تانيا كو هونغ المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية، وذات الأصول الكورية، والشاعر حسين حبش من ألمانيا والشاعر عبدالرحيم عثمان فخرية من نيجيريا. أمسية شعرية تحتفي بالمشترك الإنساني، في ترسيخ لقيم الشعر، ويسهر الأستاذ محمد المخاريق على قراءة ترجمة قصائد الشعراء في ليلة تحيي حفلها الفني دار آلة العود بمراكش.
فقرة “شاعر ومترجمه” تستضيف تجارب شعرية من جغرافيات كونية، سعيا للانفتاح على منجزها الشعري، وربطا لجسور الحوار والتواشج بين متون نصية إبداعية من مختلف الجنسيات. وهي لحظة استضافة شعرية وحوارية تسعى لمد جسور التواصل بين الشعراء، كما أنها استضافة رمزية لتجارب شعرية تنتمي لجغرافيات متعددة، لكنها جامعها هو القصيدة والأفق الإنساني المشترك.
وتفتتح، هذه اللحظة الشعرية، بقراءات الشاعرة سو زهو، وهي شاعرة مزدوجة الجنسية الصينية والنيوزيلاندية وهي ناشرة وشاعرة وفنانة تقلدت مناصب هامة في إدارة العديد من الجمعيات والمنتديات الدولية المهتمة بالشعر والثقافة، أصدرت العديد من الكتب: دواوين شعرية وترجمات وكتب تربوية موجهة للطفل، كما تمت ترجمة قصائدها الى أكثر من ثلاثين لغة وحازت على جوائز وطنية ودولية. وتشارك الشاعرة الكورية تانيا كو هونغ، الشاعرة والمترجمة والمرشدة الثقافية خريجة جامعة أنتيوش بلوس أنجليس، وصاحبة العديد من الإصدارات منها “الحرب لاتزال في الداخل”، وشاركت الشاعرة تانيا في العديد من المهرجانات الدولية كما حازت العديد من الجوائز.
وتحتفي فقرة “شاعر ومترجمه” بالشاعر حسين حبش، (من ناحية شيه/ مدينة عفرين/ كردستان، يقيم في ألمانيا)، الى جانب إصداراته: غرقٌ في الورد، هاربون عبر نهر إفروس، ضلالات إلى سليم بركات، ملاكٌ طائر، موتى يتجادلون في الردهات، والعديد من الترجمات الى لغات مختلفة الى جانب حضوره في الكثير الأنطلولوجيات الصادرة في العديد من الجغرافيات الشعرية الكونية، تُرجمت مختارات من قصائده إلى عدة لغات، منها: الإنكليزية، الألمانية، الإسبانية، الفرنسية، الفارسية، الأوزبكية، الألبانية، الروسية، الرومانية، الإيطالية، الصربية، المقدونية، البلغارية، البولندية، السلوفينية، الليتوانية، الفيتنامية، النيبالية، الهندية، المالايالامية، الكانادا، الطاجيكية، البنغالية، التركية، الأمازيغية، البوسنية، البرتغالية، الهنغارية، الصينية، اليونانية، المندرينية (لغة تايوان)، لغة تسوتسيل (لغة شعوب المايا في المكسيك) والألبانية، كما وردت مختارات من قصائده في أكثر من 150 أنطولوجية شعرية عالمية. وتوج الشاعر حسين حبش بجائزة “ستيتشاك البوسنية” الدولية للشعر، وجائزة الشعر البرونزية “أرسطو تاليس” التي يمنحها مهرجان ناوسا الدولي للشعر في اليونان.
ويحضر العمق الإفريقي في فقرة “شاعر ومترجمه” من خلال مشاركة الشاعر النيجيري عبدالرحيم عثمان فخرية، والذي سبق له التتويج في جامعة لاسو النيجيرية. اختار الشاعر عثمان فخرية القصيدة العمودية، نمطا لكتابته الإبداعية وفي ترجمة لهذا الحضور الملحوظ، السنوات الأخيرة، لأصوات شعرية اختارت متابعة دراستها الأكاديمية في المغرب. ويسهر على تقديم ترجمة القصائد، من والى، اللغة العربية والانجليزية المترجم الأستاذ محمد المخاريق.
فقرة “شاعر ومترجمه”، والى جانب فقرة “شعراء بيننا”، نوافذ دار الشعر بمراكش على شعريات كونية في سفر بين نصوص شعرية وفي تناغم خلاق بين متون الشعر بجميع الألسن. كما تشكل هذه الفقرة لحظة أساسية في برمجة الدار، خصوصا ضمن سعيها الى الانتقال والتجديد في استراتيجيتها ضمن الموسم السابع، في أفق المزيد من إبداع وتنويع برامج وفقرات الدار وانفتاحها على المنجز الشعري المغربي والعربي والكوني.