ابدع النحات نداء كاظم ( تولد البصر1939) تمثال الشاعر السياب ، على كورنيش شط العرب، و أزيح الستار عنه سنة1970.وكانت قاعدة التمثال يوم ازيحت عنه الستاره اقصر منها الان وقد نحت عليها بخط مذهب بديع مقطع من قصيدته ( غريب على الخليج )
(الشمس أجمل في بلادي من سواها، والظلامْ
حتى الظلام هناك أجملُ، فهو يحتضن العراق
وا حسرتاه، متى أنام
فأحس أن على الوسادَهْ
من ليلك الصيفي طلّاً فيه عطرك يا عراق؟
بين القرى المتهيِّبات خطاي والمدن الغريبَهْ
غنيت تربتك الحبيبَهْ
وحملتُها فأنا المسيح يجر في المنفى صليبَهْ).
في يوم 24 كانون الثاني 1971 مرت الذكرى السادسة لوفاة السياب، واقيم احتفال بالمناسبة والقى البريكان كلمة وهو المتردد المنزوي عن الظهور:
(وبينما يستقطر الشاعرحكمة الاجيال ، ويسبر أغوار الحزن والفرح، ويطلق جناحه في أبعاد الكون، تترجمه الصحف اليومية إلى اعلان ، وتلتقطه عدسات التصوير موضوعا للفضول.
وعندما يذهب، يبدا المثالون عملهم.
انه يستشهد مرتين.
هل يشعر جميع الشعراء بالحزن أمام التماثيل؟
هل يشعرجميع الشعراء بالتيه امام الاضواء البراقة، والقاعات الباذخة؟
هل يشعرجميع الشعراء بالغربة امام المنابر، ومكبرات الصوت ؟
وأية هزيمة للشعراء أكبر من هذه :
أن تمجد أسماؤهم وتدفن رسالاتهم ناقصة؟
أن يحولوا الى اوثان ، ويبقى الحقد والشر والفزع وكل شيء قبيح ..؟!…)
وكنت كلما مررت على تمثال السياب وقرات ابياته المنحوتة على القاعدة ينعش روحي الطل وربيع ريف البصرة واقول (مات معدما وها هو يواجه شامخا اكبر بنوك البصرة فيا للمفارقة !).
كتبت في صحيفة اصدرنا منها عددين او واحدا انا واثنان من اصدقائي بعيد السقوط عنوانا بارزا ( تهديم تمثال السياب ) فاثار العنوان صخبا لكنه كان حيلة صحفية لجذب الاهتمام للتمثال وانقاذه لان حملة تهديم عشرات التماثيل على الضفة لضباط يقفون ويشيرون بايديهم نحو ايران قد اندلعت .
مر التمثال بمراحل عدة فقد قصر طوله وتغيرت قاعدته وازيلت الابيات المذهبه منه فشعرت بتعكر الطقس في روحي .
وفوجيء البصريون يوما بان التمثال تعرض لاطلاق نار وبقي اثر ذلك لسنوات شاهدا على خساسة العنف .
قبل حوالي اسبوعين مررت هناك على نصب الرجل الذي اصبحت قصيدته انشودة المطر ماركة مميزة توثق اهم التحولات في الشعر العربي فرايته مسودا كأنه طلي بقار لامع ما اضاف كتلة من الكآبة على روحه حتى بعد وفاته , كان المشهد كما رأيت مفزعا .
حرق تمثال السياب بالغاز أم “طلاؤه تخصصياً”.. معركة بين الفنانين وبلدية البصرة .
نفى مدير بلدية البصرة وكالة حسن النجار، ما تداولته بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن التعاقد مع شركات أجنبية لصيانة النُصب والتماثيل، وأكد أن كوادر البلدية استخدمت مواد طلاء تخصصية لصيانة تمثال الشاعر بدر شاكر السياب وليس صبغ بوية رديء كما أشيع، بينما تحدث فنانون متخصصون عن طرق تقنية تعتمد حرق الطلاء القديم بالغاز من أجل ضمان ديمومة البرونز .
نقيب الفنانين في البصرة فتحي شداد :
( للأسف لا المحافظة ولا البلدية، تستشير النقابة في الأعمال الفنية، وحكومة البصرة تتجاهل دور نقابة الفنانين، حتى النُصب الجديدة في البصرة تُنجز دون علمنا. أرسلنا العديد من الكتب الرسمية للمحافظة لكن دون استجابة، وهذا الحال تتفرد به حكومة البصرة، في العاصمة بغداد لا يتم انجاز أي عمل فني دون إخطار وإشراف النقابات المختصة. ).
وقال الفنان التشكيلي والخبير بترميم الاعمال الفنية حسن فالح ( إن هناك تقنيات خاصة بترميم الاعمال الفنية واصلاح الأضرار لم تعتمدها بلدية البصرة، لعدم استعانتها بخبراء، وبالنتيجة تسببت بتشويه لون التمثال البرونزي ببقع بيضاء).