غَريبٌ إذْ أَرَى ظُلْمَ الْعِبادِ
وَكُلٌّ يَدَّعي لِلْخَلْقِ هادي
وَكُلٌّ يَدَّعي وَصْلاً وَحُبَّاً
فَمَنْ أَنْمَى خَراباً في الْبِلادِ
قُلُوبٌ لَو رَأَتْ أَلْواحَ فَقْرٍ
أَتَبْقَى مِنْ حَياةٍ لِلْفُؤادِ؟!
أَما يَدْري وَهَلْ يَدْري ظَلُومٌ؟!
بِأَنَّ الْلّٰهَ يَنْقِمُ لِلْعِبادِ
فَصَعْبٌ في الْعُلى يَأْتيكَ آهٌ
لِشَعْبٍ فَاقِدٍ يَومَ الْمِهادِ
عَجيبٌ لَو تَرَى سَعْداً مُجيباً
فَأَفْراحٌ لَنا تَحْتَ الرَّمادِ
أَرى الْأَحْياءَ مَوتى في الْحَياةِ
مُعاناةٌ أَتَفْنَى بِالْحِدادِ
شُرُوقُ الشَّمْسِ يَخْتِمُهُ غُرُوبٌ
عَجيبٌ مَنْ بِخُلْدٍ إِذْ يُنادي
كَثيراً ما أَرى الْإِنْسانَ يَنْسَى
بِأَنَّ الْمَوتَ حَتْمٌ كَالْمَعادِ
وَهَلْ يَجْري الْقِطارُ بِطُولِ عُمْرٍ
طُغاةٌ قَبْلَكُمْ هُمْ كَالْجَمادِ
دُمُوعُ الْحُزْنِ لا تَكْوي جُروحاً
فُجُرْحُ الْفَقْرِ يَلْهَبُ بالضِّمادِ
أَعَزُّ النَّاسِ مَنْ يَبْقَى خَدُوماً
لِأَهْلِ الْفَقْرِ لا أَهْلِ الْفَسادِ
فَطَبْعُ الْفَقْرِ مَعْروفٌ وَيَرْضى
بِعَيشٍ آمِنٍ لا بِاضْطِهادِ
إَذا صارَ الْغَباءُ بِساطَ شَعْبٍ
فَلا في السَّيفِ نَفْعٌ وَالْمِدادِ