صباح باكر
في اللامكان
لا يصل الصوت لأحد
ينس الديك الصياح
و تنس قناة تي.في
ان لا تذيع خبر الانقلاب على المكان
ريثما تخلع الحلزونات
اغطيتها وتعطي معنى آخر للصمت
*
في هذا اللامكان
يوما بعد يوم
تزيد تشققات الجدران
ستصبح الشرخ أكبر..
وفي الجزر النائية
الفزاعة غريبــة عن وطنها
اصبحت ظلال بستاني خامل
وهي تحرس موسم جديد..
.
المكان
! والذي لا يتضمن مساحة كل شيء
أيان للشعراء أن يتحملوا
ترحال الشمال والجنوب؟
لم تكن تعلم سيأتي يوم
ينتحر الشعراء تباعا
تنديدا بقساوة الفصول
وغفوة أغصان الزيتون العالية،
واحدا تلو الآخری
سيصيبون بالجنون
*
إذا كان هناك شيء في الداخل
يقول أسرع
فهناك أشياء في الخارج
تتقيد اطراف الايام
لا تقلق
لا يوجد شيء سوى
ضجيج بوق تذروه الرياح
بيد فزاعة الحقول المهجورة
طيرت النوم عن عيون القمر
أو كسراب شمس عديم الرحمة
تلفها مساء برتقالي
تحت سترته ويخفيها
*
في هذا اللامكان !
لم تكن تعلم لماذا قال الشاعر الحزين
لم تعد الأرض مكانا هادئة
وقد أراد أن يملئ تشققات الجدران بالشعر
مع ان الأبنية تكشر وجهها
و ما تلتفت للكلمات
نظرن إلى البعض تباعدا
سدت أبوابها بقوة
ثم عادت الى حضن اللامكان..
وتم اقفال آذان الأقنعة
وقررن
ان لا يسمعن إلى الكلمات فيما بعد..
اذن لا تسأل بعد الآن
لماذا شعر قطران الليل
تغطي وجوه الاماكن قاطبة؟
*
روح…
تستوعب الأماكن كلها
في امعاء قصيرة لشحرور
ولا تقول للغابات المضطربة،
والبرك الجافة وداعا
لا يمكنهم الإجابة.
كذابة الأماكن
لا يفهمن معنى للوفاء