ولد اريخ سيدلاك في اليوم الثامن من شهر كانون الثاني عام 1947 في مدينة فيننا العاصمة النمساوية.
يكتب الرواية، القصة، الشعر إضافة إلى كتابة النصوص المسرحية.
أراد أن يكون ممثلا بعد اجتيازه للامتحان بنجاح في معهد ( Reinhard-Seminar ) عام 1963، إلا أن وفاة والده فرضت عليه إدارة شركة صناعة الورق في مدينة ( Wiener Neustadt ) وبدلا من الوقوف على خشبة المسرح قضى جزء من حياته في مخازن هذه الشركة حتى عام 1994 عندما باع هذه الشركة وتفرغ عام 1995 للعمل الأدبي على أثر نصيحة مدير أعماله المالية، الذي أكد له بعدم صلاحيته للعمل التجاري.
أول عمل أدبي له صدر عام 1972 وهو مجموعة من القصائد ” وماذا تعني الكلمات “. في عام 1975 صدرت له رواية ” الخادم العسكري “، التي كشف فيها عن المساوئ الأخلاقية لضباط الجيش النمساوي، وكادت هذه الرواية أن تقوده إلى محاكمة عسكرية لولا تدخل وزير الدفاع النمساوي آنذاك وإلغاء الدعوة التي أقيمت ضده بحجة أن محاكمته ستجعل منه كاتبا مشهورا. ومـن أعماله الأخـرى رواية ” الخـوف المتنكر ” وديـوان ” احـرقوا حقلي ” ( 2002 ).
في الأيام الأخيرة
في الأيام الأخيرة
من فصل الصيف سرت
أنا
في طرق
كنت قد طرقتها من قبل
أبحث عن بقايا أثر لنا.
كان صمت غريب
شبيه بلحظة الوداع.
في الأيام الأخيرة
من الصيف رأيتك
أول مرة قادمة
وأنا المسافر
في الأيام الأخيرة
من الصيف تشبثت بأوراقي بقوة
حذرا كي لا تسقط أي واحدة منها
الشجرة
سنة بعد سنة
أمنحها الحياة
منذ زمن
لا تحمل أثمارا
في شهر آيار
أوراقها تتساقط
أغصان شتائية عارية
في وسط الربيع
ولا عش طائر بين أغصانها
حتى ظلها
لم ببق كما هو مثل ظلها
ولكن…
رغم هذا
منحتها سنة بعد سنة
الحياة
أجمع الأوراق في الربيع
أتلمس براعمها المغلقة
لا شيء بيننا
سوى أنتي وأنا
أجمع الأوراق في شهر آيار.
احرقوا حقلي
احرقوا حقلي
في نهاية الخريف
احرقوه
وقبل أن يدثرني الرماد
أكون قد حصدت ثماري
احرقوا حقلي
كي يتصاعد الدخان
احرقوا كل شيء
حيث لا يبقى شيء مني،
احرقوا حقلي
بين ظلال الغربان وصقيع المساء
وانتظروا معي
سقوط الثلج القاتل.
احرقوا حقلي
لا تذرفوا دمعة ولو واحدة
من أجل ما كان
على سنابل القمح الذهبية.
بداية عودتي تكون:
إذا أعيدت خصوبة الأرض، من جديد، برمادي.
دعونا نعيد الأشياء
دعونا نعيد كل شيء من جديد
مثلما كان هذا قبل عام،
في اليوم الأول من الصيف
كل كلمة قيلت في حينها
أريد أن أقولها لك،
مثل ما قلتها في المرة الأولى
سماع ضحكتك
تعداد عدد خطواتنا مرة أخرى.
وان تجعلي هزيمتي
انتصار لك
دعينا نعيد كل شيء
إلا النهاية.
هذه المرة لن يكون الفراق ينتظرنا
هذه المرة نعرف لماذا
سوف لن نموت من البرد
مثلما كان هذا في مثل هذا اليوم من السنة الماضية.
هنا كانت حياتي
هنا عشت
كان هذا للمرة الثالثة
وكل مرة تتقرب خطواتي إلى البحر
إلى غناء فتاة
تائها في صخب تلاطم الأمواج جالسا
ونبات أل ” agaver ” تبسط ذراعها إلي.
في وسط هذا الزرقة اللامتناهية
عرفت جزيرة حياتي الماضية
هنا كان في حينها لقائنا
دون معرفة مسبقة
وهنا رسوت بقاربي بين الصخور.
هنا عشت حياتي
هنا عشقت
جاءوا نازلين من هذا الجبل
وحملوا نعشي
عبر مزارع الكروم
كنت ( أنتي ) هنا
عندما دفنوا أثار لقائنا في خشب
شجرة الزيتون.