
تقرأ كثيرا،هكذا كانت،تعشق أيضا،كلما مرت من أمامها لقطة،تتخيل أنها هي ،تسافر إلى الزمن تارة البعيد وأحايين اخرى إلى القريب منها.
ظل اسمها ملهمها،أبوها دائما يناديها “الخيبوعة”،تجيبه:أنا أجمل مافي الكون.
أنا هي بثينة العصر الحالي،تتذكر الأشعار التي كتبها جميل،تخرج من جيوب الدار،إلى خارج المدينة ،الغابة المجاورة،المغارات التي بالقرب منها،والشواطيء التي تجعل من المدينة شبه جزيرة.أنا هي بثينة،ولكن ولايعرفني احد،سيستفيق جميل ليلقي عينيه على عيني،على جمال جسدي الفتان .
البيت غير مرتب،وانت تلعبين كأني خادمتك،خاطبتها أمها صباحا،الشمس في كبد السماء،ونورها يضرب على قلب”بثينة”،ابتسمت لكلام سمعته هي فقط:كنت ولازلت تتحكمين في نبضات قلبي،ترمي الأواني وسط سطل الماء،يبدو أن جتثها هنا،قلبها وعقلها اأجتمعا خارجها،أو أن “الخيبوعة” كما يناديها أبوها ماتت وبثينة لا زالت بالحياة.تغسل الأواني بالتراب، تجيب أمها على السؤال:لماذا تفعلين هكذا ياسكينة؟،بعد دقائق كانت فيها خارج التغطية،تلكزها أمها بالعكاز أجيبي،هل جواب سكينة أم جواب بثينة؟.
يخنق أمها الغضب، قلقة وجوانب فمها تحيط به كشكوشة بيضاء،سمراء اللون مكتنزة الجسد،شعرها إلى أسفل الظهر،وتقول:بنتي لم أعد أعرفها؟،جميل هذا لابد أن التقي به،وألقنه دروسا،حتى يصبح عبرة للآخرين،هي لا تعرف بأنه هو من فحول شعراء الغزل.
سكينة خمرية اللون ،طويلة ، عيناها تتلونان حسب موقع الشمس بين الأخضر والبني،أنف جميل في تناسق مع الوجه،وشفتين كأنهما بأحمر الشفاه،وماهما بذلك إن هما إلا من صنع الخالق،يسمع كسر اناء من الفخار،ماذا أنا فاعلة ياجميل لهذه النثرات؟،يجيبها الصدى من خارج النافذة،إلى المزبلة هل لها حل آخر.
تترك الجمل بماحمل وتخرج تابعة الصوت،تجري وساقيها عاريتين،تعدو وتعدو كعود الريح،ذاهبة إلى الصوت أم إلى بثينة.