
الفلسْطِينِيُّونَ ليْسُوا أَبْطَالًا،
ومَا كَانوا أنصافَ آلهةٍ،
انظُرْ أيُّها العالَم الجَميل إلى هذه الظلالِ التِي ترتجفُ تحت شمسِ الحربِ،
أنْتَ تُصفِّقُ لَهُمْ بينَما يتسَاقَطونَ؛
وكأنَّكَ تُشاهِدُ عرضًا مسرحيًا دَامِيًا،
تُريدُهم أن يحملوا راياتهِم فوق أنفاسِهِم الأخيرة،
أن يُعَانِقُوا الموتَ بفخرٍ ويكأنَّهُ الخَلاصُ الوَحِيد!
أذكِّرُكَ أنُّهم بشرٌ من زجاجٍ وطين،
بَشرٌ بقلوبٍ معلّقةٍ على جدرانِ وطنٍ مسلوب،
هُمْ يَعْرِفونَ أنّ الوطنَ شجرةٌ عاريةٌ،
وُهمْ أوراقُها التي أسقطتها الريح،
في نهاية كل ليلة يغفونَ كعصافيرَ مرهقةٍ على شبابيك الانتظار،
تحلمُ بوطنٍ لم تعرفهُ بعد،
ووطنٍ لم يعرفهم يومًا،
تَنْسَى أيُّها العالَم أنّ لَهَم قلوبًا هشّةً تتوقُ لسماءٍ لا تُشوِّهُ لوحتَها الطائراتُ،
تَنْسَى أنَّهم يحملُون بقايا الوطن في حقائبهِم…
الحقَّ الحقَّ أقولُ لَكُمْ:
الحياةُ التي يحلمُون بها
“تستحقُّ أن تُعاشَ”
ولو في مَنْفًى.