رأيت في نومي قميصي
شراعا لسفينة نوح،
وأنا ومن تشبهني طفلان يلعبان
وعلى ركبته نامت الكائنات
غرقوا كما نحن في غفوة الروح
صاروا ياقوت نائما في عمق البحر،
وصرنا نحن فراشا..
نادتني من غياهب رغبتها: أيها البحر..
بسطت لها شاطئ المستقر
حيث الغواية والفاكهة
قال لنا نوح أبحرا
فزادت إلى ملحي ملحها
وإلى فرحتي فرحها
وفي صباح شارق بالشروق
أضحكتني الملائكة
ومتني يشد على متنها
الفراش شاطر الياسمين اللون والرائحة
وراح ينكر على الديك الصياح!
اغتسلت بريقها وتيممت وجهها،
وعلى ضفائرها سلكت طريقي إلى المنتهى
أين تاب الله على أبي.
سكت الديك عن الصياح
وتعدّى حوارنا الكلام المباح!
مسح نوح على رأسي ورأسها
وعاود ملء كأسي وكأسها:
اذهبا فالآن انتهت الرحلة
فنزلنا بمستقر لنا
ولا زاد لدينا سوى عطر نوح
وتعاويذ أخذت بيدي ويدها
إلى حيث التمر والقمح
أين وجدنا رائحة حواء
وعصا السيد آدم
وعصفورا يغني
وكثيرا من التفاح.