انطلقت مؤخرا فعاليات اول مهرجان مسرحي دولي ببغداد وهي فعالية مهمة في وقت لم يلتفت فيه السياسيون للثقافة والفن وربما سيحرك المسؤول ليتجه نحو المسرح كونه وسيلة للرقي بالمجتمع بعدما عبثت السياسة فيه.
اللافت للنظر ان المسؤولين في وزارة الثقافة العراقية وفي دائرة السينما والمسرح قد غيبوا دور عدد كبير من المسرحيين ولم يكلفوا انفسهم بتوجيه دعوة للمسرحيين في المحافظات ولا اعتقد انهم فعلوا ذلك بقصدية الا اني استطيع ان اؤكد ان اكثر القائمين على الوزارة لا يعرفون اسماء المبدعين في العراق وكل ما يستطيعون القيام به هو دعوة ذات الاسماء المثبتة في قوائمهم واغلبها اسماء باهتة ولا علاقة لها بالمسرح.
حين حصل التغيير في العراق عام 2003 كنا نظن كمثقفين ان هيمنة المركز ستضمحل وستفتح الافاق امام المبدعين العراقيين في المحافظات المهملة، الغربية منها والجنوبية، الا ان ما حصل هو عكس ما توقعناه فبقيت بغداد المركز المقيت المهيمن فيما بقيت النظرة لمسرح المحافظات ولثقافة المحافظات هي ذات النظرة الدونية التي كنا نراها خلال النظام السابق، وبقي المثقف الجنوبي (الشروكي) في الهامش بينما انصاف المثقفين في بغداد يتسيدون المشهد.
عتب شديد نقدمه لوزارة الثقافة التي اشعر، كوني واحدا من المعنيين بالثقافة والفن، انها لا تمثلني اطلاقا، واشعر بالحيف وانا اقرا خبرا عن افتتاح مسرح كبير من خلال الانترنت او الصحف ولم اتلق اية دعوة في الوقت الذي يذكرني فيه مثقفون عرب ويقدمون لي الدعوات لحضور مهرجاناتهم الشعرية والمسرحية.. ولا اريد في هذا المقال ان استجدي في باب وزارة الثقافة التي اجدها كما وصفها لي صديق بانها “وزارة العوران” الا اني ممتعض مما وصلنا اليه..
تحية لمسرحيينا الحقيقيين وهم يقدمون جهدا متميزا في مهرجانات الابداع داخل وخارج العراق والرحمة والخلود لصديقي الحاضر دائما في ذاكرتي المسرحي المتميز المرحوم قاسم مطرود.
مقالات ذات الصلة
10/11/2024
21/10/2024