وفاء عبد الرزاق
وفاء عبد الرزاق:
الغيمةُ هيَ الحكايةُ
والنجمُ يبحثُ عن ضوئِهِ بينَ الزقاقِ
بينَ أجنحةِ الأشلاءِ
ورفرفةِ الخيولِ للصهيلِ
بينَ تخضِّبِ الشرفاتِ بالدماءِ
وداءِ الثعابينِ
النجمُ ينقصُه الضوءُ
كما ينقصُ الساسةَ الشرفُ
سليلُ الماءِ بيتي
والقامة ِالهيفاءِ
تفٌّ على ضمائرِهِم العرجاءِ
تفٌّ على جيوبِهم القحطِ
القلبُ يهزهُ النبضُ
وإنْ اهتزَّتْ الأشلاءُ طرباً للموتِ
سيجيءُ النهرُ
جوقةَ ماءٍ
ويعزفُ بحنجرة ِالسماءِ
منتصبينَ حينَ نقفُ
كلُّ المدى عيونٌ خضرٌ
أشرعة ٌتفتحُ الجدرانُ لها أذرعاً
جثثُ الأمسِ مهودٌ
ومنْ يدري
ربَّما الفُ غدٍ
سيأكلُ أعناقاً فتيِّةَ العطاءِ
الأصابعُ التي ترسمُ بالطباشيرِ
لا تُمسكُ الممحاة َ
هيَ لا تعرفُ غيرَ الوطن ِ
كتبتْهُ على سبُّورةِ القلبِ
قبلَ أنْ يفجِّرُهَا المشوهونَ
حائطُ المدرسةِ بلا ممحاةٍ اليومَ
كُتبَ بالدمِ اسمَكَ يا عراقُ
ونضحَ العَرقُ أحمرَ الابتسامِ
وحينَ تجمَّدَ عَرقُ الشرفِ على جباهِ القتلةِ
نادى الصمتُ بأعلى صوتِهِ:
حيَّ على الفتى واحتضانِ الترابِ
حيَّ على السحابِ الماطرِ باسمِهِ
والرمالِ الحائرةِ بينَ الأضلعِ الممزقةِ
أيُّهُم تلملمُ وبأيِّهم تستجيرُ!
يا أوردةَ السلامِ
أزهرتْ الأرضُ بالقتلى
والخليفة ُيتخاصمُ على الغنائمِ
والعمَّةِ، والدولارِ.
النهرُ مُغتَصَبٌ
المهدُ أهوجُ
وأنا الضفةُ البكماءُ
الكلماتُ ترضعُ فمي
وفمي تقرَّحَ بالشعرِ
أبتلعُ كلَّ يومٍ وطني المعبأ بالسكاكينِ
وأتحشرجُ باسمِهِ الشوكَ
كيفَ أشربُكَ يا وطني الظمآنَ
لأبلعَ الظمأينِ
عليَّ أنْ أنحني ثلاثاً وعشراً
هيهاتَ أيتُهَا النصالُ
هيهاتَ لمثلي الانحناءُ
يلتفُّ حولي شعبي عشباً
كلَّمَا جعلني حقدُهُم عزلاءَ
صحيحٌ أنْ أصلَ الكرسيِّ شجرةٌ
لكنْ حينَ اقتـُلِـِعَ منهَا
صارَ جديراً بالحرقِ.
المهرُ غالٍ
والثعبانُ يلتهمُ القرى
المهرُ عصيٌّ
ومنَ الجدارِ إلى الجدارِ
لا أرى غيرَ الخنادقِ
والمتاجرِ والمدنِ المباعةِ
زلزلْ أيُّهَا الحزنُ أوتاركَ
ليسَ الوقتُ للأمنياتِ
زلزلْ أوتاركَ للحياةِ
ما زالَ يصهلُ ما تبَّقى منَ الوطنِ
ومقلة ُالحقولِ تنتظرُ اللقاءَ
باغتْ غُصَّةَ أمِّي
باغتْ الفواختَ
سيمتدُّ الليلُ طويلاً
فزلزلْ أوتاركَ عاشرةً وألفاً
يا أجملَ الكائناتِ
يا يدَ الصحوِ
أبصمي للعشبِ
فعلى صدرِ العراقِ إبهاميَ
ثمرٌ،،ذهابٌ
عودةٌ، واكتمالٌ.