سارة عقون :
ومن هُنا غير الصدى
يناجي الأنا
ينادي ..أأحد هنا؟
يردد باسما :
أنا أنا
أنا هنا ..
أنا ما انحنى
صوت يهمس صوبنا ..
يرد متصدعاً
هو هنا
هو هوى
هو مات
هو فنا ..
و “هو” ضمير حُجِبَ
بضباب الأقنعة
واستتر لأنه لم يولد
فاختفى ليحيا مثل الهوى
****
موجات رديئة
تتردد من إذاعة المقابر
و صرخة من تحت التراب
حُبلى
إنه المخاض قد اشتدّ
قد استيقظ
قد رؤى
كفه كانت ممددة
تبحث عن أم
عن مهد
عن جزر .. عن مدّ
موجاتها زائدة تلك الساعة
الكبرى
****
هفوة، هفوتان
من رضيع يجر مر الصفصاف
بين أوردة الرحم
الشاردة
يصارع الآتي إليه مرة…مرتان
مرة في جوف ستره
ومرة في ظل حياته
الصغرى
يتغذى حبل سره
من دموع أم
نصفها ميت
ربعها مفلت
ضلعها صيحة من رضيع
ينادي الألم
أيها المربك المبتسم
لما لم تنتظرني
تسعة أشهر أخرى..