جهاد بلعوم :
أمرٌ محيّر وغريب
وكأن شيئا لم يكن
وكأني لم اسمع بعد هلوسة الضمير
وكـأننا اصبنا بزكام الحنين
ليت للمرض القدرة على غسل أوجاع الطريق
ليتني رصاصة حتى اقتل فيك ذلك النبض الغريب
_______________
وكـأن شيئا لم يكن
وكأنك ما كنت يوما لونا للنهار
وكأني لم اسمع بعد ذلك النشيد القديم
وكأننا اصبنا بالموت البطيء
اعيتنا ملامح الامس
فما عدنا نقدر على رفع اكفنا المرتبكة
فوق موطء قدمنا الحزين
فوق زخات احلامنا المحرمة
______________
لو أنّا نستيقظ مِن سباتنا قليلا
ونرفع جباهنا في وجه مراَتنا المزخرفة
لما جربنا ان نكون اشقياء
لكنا نظرنا الى تراتيل البكاء
لكنا عمدناك صباح مساء
لكنا ارتعدنا من تفاصيل الظلام
وربتنا على كتف السماء
وشهقنا
ونطقنا بقوة ملىء الصباح
لكنا استنشقناه رئة رئة
وانطوينا بقوة داخله وركعنا
وتركنا لاطفالنا ذلك الحلم الجنين
لكنا ارتمينا في ذاكرتنا المتجعدة
وبحثنا معا عن مرافىء الفرح
امر محير وغريب
______________________________
وكأن شيئا لم يكن
وكأني ما قبلت يوما شفاهك المهترئة
وكـأنك اصبحت ذكرى عابرة على قارعة الضمير
وكـأننا نسينا تفاصيل السنين
وكـأن يدي ويدك صارت تقرع طبول الظلام
فضاعت اقدامنا وسط الزحام
___________
ان كنت حقا قد منحتني صكوك الغفران
فاقلب صفحات الكتاب
وخذ بيدي ثانية
فانا ارتجف بصمت
واشتاق لك بصمت
فامنحني شمعة
حتى اسرع اليك ثانية لأشتريك
حتى لا يبكي الفجر ثانية خوفا من عتمة الطريق
حتى تتعثر غفوتي
وتموت في بئر سحيق
وكأن شيئا لم يكن
—