عبد الرزاق الصغير :
و أنا مقتعد حافة حوض الأزهار الفارغ إلا من تراب تحجر
أنتظر صديد يدعى حافلة
تحت شجرة يابسة
بينما الأطفال يتدافعون يلعبون
يتزحلقون بشرخ برميل بلاستيكي يدفعونه على الإسفلت يصرخون
فرحون
جلست بجنبي عزوج تشتم ابنتها تمد قبضتها في الهواء تتوعد
آه لو أخذت بنصيحتي ..
الحافلة تأخرت ربما انفجرت إحدى عجلاتها
أو تكسرت لوحات أو جعب فراملها
مراهقة تلبس سروال دجين مضبوط على آلياتها تلعب مع كلبها الألماني الضخم
يركض خلفها ، تنبطح أرضا يلتقم أو يلعق شيئا من بين شفتيها
تتلولب على بقايا العشب يركبها ، تركض يسبقها إلى الشرفة
يطل على شيخا في الشرفة المقابلة
لا يغادر مكانه ولا يطوي جرائده
ترى ماذا يقرأ ؟
لازالت الطفلة مريم تمر تحت عمود الكهرباء الساقط في الطريق
هذا الصباح أتى عمال البلدية لتقويم النخلة المائلة في السبيل أو قطعها
وجه لمياء بشعرها الطويل الفاحم المليح خلف نافذة القبو يصلح بورتري رائع ،وصاحب البدلة الزرقاء والقميص الفستقي الذي صرنا نطلق عليه إسم الصنم أو الحاج صاحب لمياء…
وعمي محمود جالس على عتبة بيته يبري قلم رصاص بشفرة حلاقة ليحسب ديون هذا الشهر
تلك البقعة الجرداء المقابلة للبيت المحروق الفاغر نوافذه وأبوابه السوداء كالغولة في قصص الجدة عويشة ، التي يسقيها الغريب قبل أن يجلس مستمتعا بما في الكتاب
برعمت …
في حين يخرج الشاب حسن من بيت الأرملة في الطابق الأول يدس شيئا من النقود في جيبه الخلفي ، يعود حسين من صلاة الظهر يسلمون على بعضهم عند باب العمارة
قرر أبي أن نترك شجرة الكاليتوس المقيمة
وبدأت أمي تلم كراكبنا والثياب وكتب أبي القديمة جدا التي ورثها من جدي
ورحلنا ركب أبي وأمي مع السائق ، ونحن في الخلف مع ما يسمى أثاث من صناديق وكراكيب تركين عمي مختار الأطرش الأرمل العاطل دون أن يجد حل لوحدته .
ودليلة تبكي تحاول غرس حافر البغل في عقدة الحبل …
عدة بنات راجعات من الثنية يدفعن عربات يد مملوءة بدلاء بلاستكية مملوءة ماء ..
وأشتعل المصباح الوحيد المعلق على الشجرة اليابسة أمام موقف الصديد التي تدعى حافلة ……
—