عيد الرزاق الصغير :
الأرملة
تقف كشجرة توت
غصنا على الجذع وآخر على الرأس
تنظر للفضاء
وكل ما أزعجها القاعدون تحتها تدر عليهم توتا أسودا
وجارتها تشيح عن الناس والسكون والضجيج والمطر
والفضاء
غصين لا زال متشبثا يطوق للشمس للقطر
وتمسي لقمة سائغة بين ألسنة اللهب الشرهة
في رجفة صقيع قاهرة …
القيلولة
عندما كانت
الشمس أعلى الرأس تماما
سئلت الظل القصير جدا
حتى كأنه يتسلق الساق
عن صاحبه
قال : لم أره منذ ولادتي
ربما هو الآن في زنزانة كابوس
أو في نزهة حلم …
حمامة بيضاء
تنبعث رائحة القهوة من كل مكان
يختلط الذوق مع اللون المريح الندي
خيوط الشمس منسدلة على الحيطان والأشجار واليفط والوجوه
الصباح بسيط وعادي
الشيخ الأصلع بنظارته السميكة
يدقق في جريدته الناطقة بالفرنسية
تمر العزوج الكانت معلمتي الحسناء
تمسك كتاب كأنها تقبض على جناحي حمامة بيضاء …
إمرأة
في الحقيقة ليس لها وجود
كالحجرالمجسد الذي اقتلعوه من الساحة في السبعينات والشجر والحشود …
تنسل من أعمق شق في روحي
تملي علي نصوصها الشعرية
ولكني مع الأسف نسيت قلمي
الذي آثرت به ذات ليلة إمرأة …
وذاكرتي منعدمة …
بالمناسبة يرسم قلمي
عانة حبيبتي عريشة أزهار برية ملونة وعشب مائل للإخضرار
على رأس أو فم النبع المستسلم للمنحدر يحوطه الحصى الأملس
المستسلم بدوه لليخضور يلوكه ..
يعم الماء ءءءءءءءءءءءءءءءءءءءء
المرج
يحزم خط الصفصاف المائل كل المنحدر
الخالي من أي نوع من العشب
حيث سكنت الآن بعد الغروب أسراب الدوري …
المرأة
مهما كان معدنها
طينها
قصدير
نحاس
فضة
ذهب
وردة بيضاء
النار
سبيل اللذة
حد الألم
الجليد
سبات الأحياء
وسعي الموتى
الجليد سكون
يخترقه بخار فنجان قهوة على الطاولة …
صباح
تدب الحركة في الدكاكين لإحضار مستلزمات الفطور
خبز باقيت وأهلة كرواسن وحليب وزبدة ومعجون مشماش
وكعك مصنوع في كراجات غير مؤهلة لذالك ..
وهو على الريق يقلب الجرائد الورقية والإلكترونية بحثا عن قصيدة . هذه بنها ناقص وبن هذه محروق ، هذه هي يمضي الصبيحة يعيد قراءتها يرشفها كقهوة بنها ممتاز
هائل إلى الغداء …
هكذا يمضي الشاعر صبيحاته
أثناء ذهاب الناس للعمل
—